responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 46

وإذا كان المعاد يحتلّ المكانة العليا في الشرائع السماوية وكان القرآن خاتم الكتب، والمبعوث به خاتم الاَنبياء فيناسب أن يكون المعاد مطروحاً فيه بشكل واسع مقترناً بالدلائل العقلية المقنعة.

وقد صدق الخُبرُ الخبر ، فالذكر الحكيم يعتني بالمعاد، ويهتم به اهتماماً بالغاً تكشف عنه كثرة الآيات الواردة في مجال المعاد وربّما تبلغ زهاء ألف وأربعمائة آية، وكان أُستاذنا العلاّمة الطباطبائي يقول: تربُو على الاَلفين ولعلّه قدّس سرّه ضم الاِشارة إلى التصريح به فبلغت ما تربو على ألفي آية.

وعلى أية حال فالشيعة لا تختلف عن سائر الفرق الاِسلامية في هذا الاَصل الخطير وتقول: إنّ اللّه سبحانه سيجمع الناس يوم القيامة ويضع الموازين القسط فلا يظلم أحداً مثقال ذرة، وتوفّى كل نفس ما عملت فإمّا إلى النعيم الدائم أو إلى العذاب المقيم.

وهناك أُصول اتّفقت الشيعة عليها نذكرها لشدّة مناسبتها بالمقام:

1ـ اتّفقت الشيعــة على أنّ المسلـم الموَمن العاصي غير مخلّد في النـار وهو موَمن فاسق فليس بكافر ولا بالمنزلة بين المنزلتين.

2ـ اتّفقت على أنّ الشفاعة حقّ، وانّ لخاتم الاَنبياء مقام الشفاعة الكبرى كما تعتقد بجواز طلبها من النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في حياته ومماته.

قال سبحانه: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ واسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهََ تَوّاباً رَحِيماً) [1]

وليس طلب الشفاعة إلاّ طلب الدعاء فإذا جاز في حال الحياة يجوز بعد الرحيل أيضاً لافتراض أنّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حيّ يُرزق وأنّه بإذنه سبحانه يسمع كلامنا ويجيب سلامنا.


[1] النساء: 64.

اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست