responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 428

وإذا كان هذا موقف الاِمام بالنسبة إلى الصحابة، فكيف يمكن اتهام الشيعة بأنّـهم لا يقيمون للصحابة وزناً ولا قيمة؟ ولا يعملون بأحاديثهم.

فقد حان موعد اللقاء بين اعلام السنة والشيعة والاجتماع لدراسة الاَوضاع الموَسفة السائدة على المسلمين في أقطار العالم.

وفي ختام المقال نرجع إلى ما بدأنا به وهو ضرورة توحيد الكلمة ورص الصفوف ونقول: إنّ أحمد أمين المصري ـ الكاتب الشهير ـ قد أقام الدنيا في كتبه : فجر الاِسلام وضحاه وظهره على الشيعة الاِمامية، وأحلّ الخيال محلّ الواقع، وأجّج نار الخلاف بين الطائفتين بما أُوتي من قوة وقدرة، ولكنّه ندم في أُخريات حياته، فقال في آخر كتاب ألفه وأسماه «يوم الاِسلام»:

هل للمسلمين أن يشتد وعيهم الديني ، ويفهموا بعد طول هذه التجارب انّه لم يعد هناك وجه للخلاف بين سني وشيعي وزيدي، وغير ذلك من المذاهب، لاَنّـهم لو رجعوا إلى أصل دينهم ما وجدوا لهذا الخلاف محلاً، ولوجدوا انّه خلاف مصطنع لا خلاف أصيل، وانّ الاَُمم الاِسلامية في موقفها الحاضر أحوج ماتكون إلى لمّ شعثها، وإصلاح ذات بينها، وتوحيدكلمتها، وهي ترى كيف تهاجم من كلّجانب، وكيف يتخذ إسلامها وسيلة من وسائل الكيد لها، وإذا اتحد أهل الباطل على باطلهم فأولى أن يتحد أهل الحقّ على حقّهم. [1]

وفيما ذكره «عبرة لاَُولى الاََلباب».

أسأل اللّه سبحانه أن يلم شعثنا،ويجمع شملنا ويرفع كلمة التوحيد في العالم في ظل توحيد الكلمة انّه على ذلك قدير.

جعفر السبحاني ـ مكة المكرمة

سادس ذي الحجة الحرام1412هـ


[1] أحمد أمين: يوم الاِسلام: 187، طبعة 1958 م.

اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 428
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست