responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 420

مغيثُ يغيثهم، ولا قوة تدفع عنهم كارثة الحرب، وتجزي المسيىَ بالجزاء الذي يستحقّه، وغاية ما نسمعه من وسائل الاَعلام هو الاستنكار والمفاوضات والمذاكرات (إلى غير ذلك من الاَساليب الدبلوماسية غير الناجعة) التي لا تفيد شيئاً سوى إعطاء الفرص للعدو وزيادة جرأته.

وأعطف النظر على المجازر التي ترتكبها القوى الكافرة في «يوغسلافيا» ضد المسلمين في «البوسنة» و «الهرسك» فقد أججّت ناراً ضد المواطنين بحجّة انّهم مسلمون، وراحت تقتلهم وتبعدهم عن أوطانهم، وتَذبحهم في عقر دارهم، وتدمّر مدنهم، إلى غير ذلك من الاَعمال الاِجرامية التي كانت ترتكبها القوى الشريرة في القرون الوسطى، وليس هناك من يداوى جروحهم، ولا من يسعفهم بشيء سوى الاستنكارات والخطب الرنّانة في وسائل الاِعلام وفوق المنابر .

ناهيك عن المجازر الدامية في فلسطين المحتلة التي يرتكبها الصهاينة، لاَنّها بمرأى و مسمع من عامة المسلمين.

إنّ هذه الحوادث والوقائع الاَليمة وعشرات من أمثالها، تدفع المسلمَ الحرّ الذي يجري في عروقه دمُ الغيرة والحمية، إلى التفكير في داء مجتمعه ودوائه، وفي إعادة مجده التالد، وكيانه السابق، فلا يجدْ دواءً ناجعاً سوى التمسك بالاِسلام في مجالي العقيدة والشريعة ومن أبرز أُصوله ما دعا إليه الذكر الحكيم في قوله سبحانه: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَميعاً ولا تَفَرَّقُوا) [1]و قوله تعالى: (إِنّما المُوَْمِنُونَ إِخْوَة) [2]إلى غير ذلك من الآيات إلى تَحُثّ على الوحدة والوئام، والابتعاد عن التمزّق والتفرّق، وقد أكد الرسولُ الكريم ما دعا إليه القرآن بقوله:


[1] آل عمران: 103.
[2] الحجرات: 10.

اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 420
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست