فقد وافتني رسالتكم الكريمة معربة عن أخلاقكم السامية وأعراقكم
الزاكية، ووقفت على ما تنطوون عليه من حبّ للوحدة الاِسلامية ورصّ الصفوف،
و قد كتبتم في صدر رسالتكم أُموراً أوافقكم في جميع ما حررتموه، غير انّي أقوم
برفع بعض الشبهات العالقة بأذهانكم بالنسبة إلى الشيعة.
1. انّالشيعة ليست فرقة حادثة بعد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بل ترجع جذورها إلى أماثل
من المهاجرين و الاَنصار الذين بقوا على ما كانوا عليه في عصر الرسالة من
الاعتقاد بمبدأ التنصيص على الاِمام بعد الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، فبقوا على تلك العقيدة
بعد رحيل النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فتلك الثلّة من المهاجرين والاَنصار هم روّاد التشيّع، وقد
ذكرنا أسماء كثير منهم في الجزء السادس من كتابنا «بحوث في الملل و النحل»،
وفي طليعتهم: أبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان، والمقداد بن
الاَسود الكندي، وقيس بن سعد بن عبادة، وسلمان الفارسي، والعباس عمّ النبي