responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 360

المقالات يبخسون الشيعة ويصوّرونهم فرعاً للمعتزلة، بحجّة التقائهم معهم في الاَُصول المتقدّمة، حتى أنّ أحمد أمين يقول: وقد قرأت كتاب الياقوت لاَبي إسحاق إبراهيم من قدماء متكلّمي الشيعة الاِمامية ، فكنت كأنّي أقرأ كتاباً من كتب أُصول المعتزلة، إلاّفي مسائل معدودة كالفصل الاَخير من الاِمامة، وإمامة عليّوإمامة الاَحد عشر بعده، ولكن أيّهما أخذ من الآخر؟

أمّا بعض الشيعة فيزعم أنّالمعتزلة أخذوا عنهم، وأنّ واصل بن عطاء تتلمذ لجعفر الصادق، وأنا أُرجّح أنّالشيعة هم الذين أخذوا من المعتزلة تعاليمهم، ونشوء مذهب الاعتزال يدلّ على ذلك، وزيد بن عليّزعيم الفرقة الشيعية الزيدية تتلمذ لواصل، وكان جعفر الصادق يتّصل بعمّه زيد، ويقول أبو الفرج في مقاتل الطالبيين: كان جعفر بن محمد يمسك لزيد بن علي بالركاب ويسوّي ثيابه على السرج، فإذا صحّ ما ذكره الشهرستاني وغيره من تتلمذ زيد لواصل فلا يعقل كثيراً أن يتتلمذ واصل لجعفر، وكثير من المعتزلة يتشيّع، فالظاهر أنّه عن طريق هوَلاء تسرّبت أُصول المعتزلة إلى الشيعة.[1]

يلاحظ عليه: بأنّ في هذا الكلام ما لا يدعمه العقل ولا النقل:
1. نفترض صحّة ما ذكره أبو الفرج من أنّ الاِمام الصادق كان يمسك لزيد ابن علي بالركاب، لكنّه لا يصحّ أن يكون دليلاً على أنّ الاِمام تتلمذ لعمّه زيد، وبما أنّزيداً ولد عام (79هـ) و على الاَصح عام (67هـ)وولد الاِمام الصادق عليه السّلام (83) وكان عمّـاً له أكبر منه بأربع سنين أو أكثر كان الاِمام يكرمه عملاً بما نقل: «وقرّوا كباركم».
2. إنّما ذكره أنّزيد بن علي تتلمذ لواصل من غرائب الاَُمور، فإنّ واصل ولد بالمدينة عام (80) وقد عرفت أنّ زيد بن علي ولد بسنة أو سنين قبله، وقد


[1] أحمد أمين: ضحى الاِسلام: 267ـ 268.

اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 360
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست