responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 298

اللّه وقدر». فقال الشيخ: عند اللّه أحتسب عنائي [1] يا أمير الموَمنين، فقال: «مهلاً يا شيخ: لعلّك تظنّ قضاءً حتماً وقدراً لازماً، لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب، والاَمر والنهي والزجر، ولسقط معنى الوعيد والوعد، ولم يكن على مسيىٍَ لائمة ولا لمحسنٍ مَحْمَدة، ولكان المحسن أولى باللائمة من المذنب، والمذنب أولى بالاِحسان من المحسن ، تلك مقالة عبدة الاَوثان، وخصماء الرحمن وقدرية هذه الا َُمّة ومجوسها، يا شيخ إنّ اللّه عزّ وجلّ كلّف تخييراً، ونهى تحذيراً، وأعطى على القليل كثيراً، ولم يعص مغلوباً، ولم يطع مكرهاً، ولم يخلق السموات والاَرض وما بينهما باطلاً (ذَلِكَ ظَنُّ الّذِينَ كَفَرُوا فَوَيلٌ لّلِذيَن َكَفُروا مِنَ النّار ) [2].

قال: فنهض الشيخ وهو يقول:

أنت الاِمام الذي نرجو بطاعتــه * يوم النجـــاة من الرحمن غفرانا

أوضحت من ديننا ما كان ملتبساً * جزاك ربّــك عنّا فيه إحسانا [3]

وفي كلام آخر له ينهى فيه البسطاء عن الخوض في القدر فقال عليه السّلام : «طريق مظلم فلا تسلكوه، وبحر عميق فلا تلجوه، وسرّ اللّه فلا تتكلّفوه» [4]

إنّ خطب الاِمام أو رسائله وقصار كلمه، مملوءة بالمعارف الالهية،


[1] أي إن كان خروجنا وجهادنا بقضائه تعالى وقدره لم نستحق أجراً، فرجائي أن يكون عنائي عند اللّه محسوباً في عداد أعمال من يتفضّل عليهم بفضله يوم القيامة.
[2] سورة ص: 27.
[3] الصدوق: التوحيد: 380؛ الرضي: نهج البلاغة: قسم الحكم برقم 78، وقد حذف الرضي سوَال السائل ولخّص الجواب، ونقله غيره من المحدّثين على وجه التفصيل، ونقلناه عن تحف العقول للحرّاني: 166.
[4] الرضي: نهج البلاغة: قسم الحكم برقم 287.

اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 298
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست