responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 243

فيها الرسول بمقام وصيّه فقد كان طول حياته ينوِّه بوصايته وخلافته، من بدء إظهار الدعوة إلى مرضه الّذي توفّي فيه.

كان الاِمام أفضل الناس وأمثلهم بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لا يبلغ شأوه أحد من الصحابة، ولم يكن يوم ذاك رجل أليق بزعامة الاَُمّة وقيادتها منه.

غير أنّ قريشاً قد تمالاَت على تداول الخلافة في قبائلها، واشرأبّت إلى ذلك أطماعها فتصافق الاَغلب منهم على تناسي النصّ، وأجمعوا على صرف الخلافة من أوّل أيّامها عن وليّها المنصوص عليه.

نعم تصافقت مع عليّ عليه السّلام ثلة جليلة من الشخصيّات البارزة من المهاجرين والاَنصار والتابعين لهم بإحسان فبقوا على منهاج نبيّهم ولم يرضوا إلاّ بولايته وخلافته الّتي صدع بها نبيّهم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في حياته، ولم يبايعوا غيره ونصروا إمامهم بتضحية نفوسهم وبذل أموالهم وقد حفظ التاريخ أسماءهم وما لهم من مواقف، غير أنّ شيعة عليّ تحفّظاً للوحدة والوئام خطوا خطوة إمامهم من ترك التعرُّض لمتقمصي الخلافة، والمماشاة معهم في مهامِّ الاَُمور ومصالح الدين والمسلمين.

ولم ير الاِمام بدّاً لحفظ مصالح الدين من تسليم الاَمر إلى المجلبين على الخلافة فلزم عقر داره مدَّة تربو على خمسة وعشرين عاماً إلى أن رجعت إليه الخلافة، فتصافقت على قيادته وزعامته جبهة الاَنصار والمهاجرين وألقوا إليه مقاليد الخلافة، فأحيا الاِمام عليه السّلام سنّة النبيّ الاَعظم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في عدله وإنصافه ومساواته بين الناس ولم يكن لاَحد فيه مطمع، ولا عنده هوادة، ولم يكن يُقيم وزناً لغير الحق ، ولم يحكم بين الاَُمّة إلاّ بالحقّ والعدالة ، وهذه الحكومة الاِلهيّة وإن لم تطل أيّامها ولم تتجاوز خمسة أعوام، وانتهت باغتياله عليه السّلام إلاّ أنّها كانت مثالاً نموذجياًً لحكومة الحقّ والعدالة والمثل الراقية، وهذه خطبه ورسائله توقفنا على أصالة رأيه وسداد منطقه وعدله.

اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست