ولكن غيرهم قال بهذا، راجع تفسير الجامع لاَحكام القرآن للقرطبي: وكانت هذه
السورة (أي سورة الاَحزاب) تعدل سورة البقرة وكانت فيها آية الرجم (الشيخ
والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من اللّه واللّه عزيز حكيم) . ذكره أبو بكر
الاَنباري عن أُبي بن كعب.
ثم قال: وقد حدثنا أحمد بن الهيثم بن خالد قال: حدثنا أبو عبيد القاسم ابن
سلام قال: حدثنا ابن أبي مريم عن أبي لهيعة عن أبي الاَسود عن عروة عن عائشة،
قالت: كانت سورة الاَحزاب تعدل على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مائتي آية، فلما كُتِبَ
المصحف لم يقدر منها إلاّ على ما هي الآن [1]
وروي أيضاً عن أُبي بن كعب قوله: «فو الذي يحلف به أُبي بن كعب إنّها
كانت لتعدل سورة البقرة أو أطول ولقد قرأنا منها آية الرجم: (والشيخ والشيخة إذا
زنيا فارجموهما البتة نكالاً من اللّه واللّه عزيز حكيم) .
وفي موطأ مالك قال عمر بن الخطاب: والذي نفسي بيده، لولا أن يقول
الناس زاد عمر بن الخطاب في كتاب اللّه تعالى لكتبتُها: «الشيخ والشيخة إذا زنيا
فارجموهما البتة فإنّا قد قرأناها» [2]
إذن فأين ذهبت هذه الآية؟!
وجاء في صحيح البخاري ومسند أحمد: قال عمر بن الخطاب: ... ثم إنّا كنا
نقرأ فيما نقرأ من كتاب اللّه: (أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنّه كفر بكم أن ترغبوا عن
آبائكم، أو إنَّ كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم) [3]
فهذا هو الخليفة يصرّح بسقوط آية من القرآن الحكيم!
[1] تفسير الجامع لاَحكام القرآن: 14|113. [2] الموطأ، كتاب الحدود: 714، الحديث 9. [3] صحيح البخاري: 8|169 باب رجم الحبلى من الزنا من كتاب الفرائض، مسند أحمد: 1|55.