responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 162

قال الرازي ناقلاً عن الاِمام الشافعي: «إنّ الحالة بين المسلمين، إذا شاكلت الحالة بين المسلمين والكافرين حلت التقية محاماة عن النفس» [1]

انّ الشيعة والسنّة يتقون الكفار لصيانة النفس والنفيس غير أنّ الشيعي ربّما يتقي أخاه المسلم لا لتقصير أو قصور في الشيعي بل لخوفه بطش أخيه الذي دفعه إلى ذلك لاَنّه يدرك أنّ الفتـك والقتـل مصيره إذا ما صرح بمعتقده الذي هو موافق عنده للدليل والبرهان.

إنّ الشيعي يتحاشى أن يقول: إنّ اللّه ليس له جهة، ولا يُرى يوم القيامة وانّ المرجعية العلمية والسياسية لاَهل البيت بعد رحيل النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأنّ حكم المتعة غير منسوخ وذلك لاَنّه إذا صرح بمعتقده فقد عرّض نفسه ونفيسَه للمهالك والمخاطر.

قال جمال الدين القاسمي: «وزاد الحق غموضاً وخفاءً، خوف العارفين مع قلتهم من علماء السوء وسلاطين الجور، وشياطين الخلق مع جواز التقية عند ذلك بنص القرآن واجماع أهل الاِسلام. وما زال الخوف مانعاً من إظهار الحق وما برح المحقّ عدواً لاَكثر الخلق وقد صح عن أبي هريرة، انّه قال: في ذلك العصر الاَول: حفظتُ من رسول اللّه وعائين أمّا أحدَهما فبثثته في الناس وأمّا الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم» [2]

ومن وقف على الظروف العصيبة التي مرّت بها الشيعة وجد المبرر الكافي لاعمالهم التقية صيانة لوجودهم وكيانهم فلو كان في التقية غضاضة فهي تتوجه على من حمَل الشيعة على التقية.


[1] الرازي، مفاتيح الغيب: 8|13 في تفـسير الآية.
[2] جمال الدين القاسمي، محاسن التأويل: 4|82.

اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست