responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في ظل أُصول الاِسلام المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 292

ما يفيد القارىَ في المقام، وهو أنَّه لو كان ظاهر الآية هو ما يرومه المستدلّ وهو: أنّ الغير لا ينتفع بعمل الغير ما لم يكن قد تسبّب إليه في الحياة، لعارض، هذا ظاهر الآيات الاَُخرى والروايات المتضافرة في ذلك المجال، إذ لو كان كذلك فما معنى استغفار الموَمنين لاِخوانهم الذين سبقوهم بالاِيمان؟ وما معنى استغفار حَمَلَةِ العرش ومن حوله لاَهل الاِيمان؟

وما معنى هذه الروايات الواردة في مجالات مختلفة، الدالة على انتفاع الميّت بعمل الغير؟

كلّ ذلك يعرب عن أنّ للآية مفاداً آخر وهو غير ما يرومه المستدلّ، وإليك تفسير الآية بالاِمعان فيها، وذلك بوجوه:

الوجه الاَوّل:

إنَّ سياق الآيات المحيطة بهذه الآية سياق ذمٍّ وتنديدٍ، وسياق إنذار وتهديد، فإنّه سبحانه يبدأ كلامه بقوله:

(أَفَرأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّـى * وَأعْطى قَلِيلاً وَأكْدى * أَعِنْدَهُ عِلْمُ الغَيبِ فَهُوَ يَرى * أَمْ لَمْ يُنَبّأ بِما في صُحُفِ مُوسى * وَإِبْراهِيمَ الَّذي وَفّى * أَلاّ تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخرَى * وَأنْ لَيسَ للاِِنْسانِ إلاّ ما سعى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى * ثُمَّ يُجْزاهُ الجزاءَ الاَوْفى * وَإنَّ إلى رَبِّكَ المُنْتَهى) [1]

فإنَّك ترى أنّ الآيات الحاضرة مثل سبيكة واحدة صيغت لغرض الاِنذار والتهديد، خصوصاً قوله: (وأنْ لَيسَ للاِِنْسانِ إلاّ ما سعى) فإنّ


[1]النجم : 33ـ 42.
اسم الکتاب : في ظل أُصول الاِسلام المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 292
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست