responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في ظل أُصول الاِسلام المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 129

الاِله بمعنى الخالق أو المدبّر لا الاِله بمعنى المعبود، وإلاّ لانتقض البرهان لبداهة تعدد المعبود في هذا العالم مع عدم طروء الفساد في النظام الكوني.

ومثله قوله سبحانه: (مَا اتَّخَذَ اللّهُ مِنْ وَلَد وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إله إِذاً لَذَهَبَ كُلّ إِله بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض) [1]

والبرهان المذكور في الآية لا يتم إلاّ إذا أُريد من الاِله نفس ما يُراد من لفظ الجلالة من الخالق والمدبّر المتصرّف ولو فُسِّـر بمعنى المعبود لانتقض البرهان كما قلناه.

ومثله الآية الثالثة: (قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَة كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لابْتَغَواْ إلى ذِى الْعَرشِ سَبيلاً) [2].

فإنّ ابتغاء السبيل إلى ذي العرش من لوازم تعدد الخالق أو المدبّر المتصرّف أو من بيده أزمَّة أُمور الكون أو غير ذلك ممّا يرسمه في ذهننا معنى الاَُلوهية وأمّا تعدّد المعبود بما هو معبود فلا يُلازم ذلك.

ثمّ إنّ من يفسّـر الاِله بمعنى المعبود التجأ في مثل هذه الآيات إلى تقدير كلمة «بالحق» وهو خلاف الظاهر، ولا يُصار إليه حتّى يستقيم البرهان المذكور في الآية.

نعم تفسير الاِله بالمعبود هو من باب تفسير اللفظ بلازم معناه لا بمعناه فإنّ الاِله الخالق المدبّر هو اللائق بالعبادة، أي أنّ الخالقية والمدبرية تلازم المعبودية وتستلزمها.


[1]الموَمنون: 91.

[2]الاِسراء: 42.
اسم الکتاب : في ظل أُصول الاِسلام المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست