والبرهان المذكور في الآية لا يتم إلاّ إذا أُريد من الاِله نفس ما يُراد من لفظ
الجلالة من الخالق والمدبّر المتصرّف ولو فُسِّـر بمعنى المعبود لانتقض البرهان
كما قلناه.
فإنّ ابتغاء السبيل إلى ذي العرش من لوازم تعدد الخالق أو المدبّر المتصرّف أو
من بيده أزمَّة أُمور الكون أو غير ذلك ممّا يرسمه في ذهننا معنى الاَُلوهية وأمّا
تعدّد المعبود بما هو معبود فلا يُلازم ذلك.
ثمّ إنّ من يفسّـر الاِله بمعنى المعبود التجأ في مثل هذه الآيات إلى تقدير كلمة
«بالحق» وهو خلاف الظاهر، ولا يُصار إليه حتّى يستقيم البرهان المذكور في
الآية.
نعم تفسير الاِله بالمعبود هو من باب تفسير اللفظ بلازم معناه لا بمعناه فإنّ الاِله
الخالق المدبّر هو اللائق بالعبادة، أي أنّ الخالقية والمدبرية تلازم المعبودية
وتستلزمها.