responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معالركب الحسينى(ج3) المؤلف : طبسی، محمد جعفر    الجزء : 1  صفحة : 5

محقّاً، فإنّي لا أرى‌ الموت إلّا شهادة ولا الحياة مع الظالمين إلّا برماً!»، والإشارة: في قوله عليه السلام: «إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال: من رأى‌ سلطاناً جائراً مستحلّاً لحرم اللّه ... فلم يغيّر عليه بفعل ولاقول كان حقّاً على اللّه أن يُدخله مدخله ..!». والإشارة: في قوله عليه السلام لابن الحرّ الجعفي: «.. فإن كنت قد بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا بشي‌ء من مالك، ولم أكن بالذي أتخذ المضلّين عضدا ...».
وللقاري، الكريم أن ينعم بالتعرّف على هذه الإشارات وأخرى‌ غيرها كثيرة بين دفتي هذا الكتاب!
لكننّي أحببت فيما تبقّى‌ من مساحة هذه المقدّمة التأكيد مرّة أخرى‌ على أهمّ هذه الإشارات المهمة: وهي كثرة الإمتحانات المتوالية التي كان الإمام عليه السلام يمحّص بها أتباعه!
لقد شرع الإمام عليه السلام بذلك- فضلًا عن الإخبارات الكثيرة المأثورة عن الرسول صلى الله عليه و آله وأميرالمؤمنين عليه السلام حول مصرعه عليه السلام في أرض كربلاء- حين خطب النّاس في مكّة قبيل رحيله منها خطبته المعروفة بقوله: «.. كأنّي بأوصالي تقطّعها عُسلان الفلوت بين النواويس وكربلاء ..»، بل قبل ذلك أيضاً، ثمّ لم يزل عليه السلام يواصل امتحان أتباعه- وكان قد تبع الحسين خلق كثير من المياه التي يمرّ بها لأنّهم كانوا يظنّون استقامة الأمور له عليه السلام- فكان له في كلّ منزل من منازل الطريق امتحان من خلال إشارة أو تصريح أو تصديق لخبر مخيّب للآمال يأتي به قادم من الكوفة، حتّى‌ إذا بلغ عليه السلام زُبالة قرأ على الركب خبر مقتل مسلم عليه السلام وهاني (رض) وابن يقطر (رض) وقال: «.. وقد خذلتنا شيعتنا فمن أحبّ منكم الإنصراف فلينصرف ليس عليه منّا ذمام!» فتفرّق الناس عنه يميناً وشمالًا، حتّى‌ بقي في صفوة الأنصار الذين آثروا مواساته والقتل معه على التخلّي عنه!
وقيل: إنّه عليه السلام إنّما أراد ألّا يصحبه إنسان إلّا على بصيرة! وقيل: إنه عليه السلام كره أن يسيروا معه إلّاوهم يعلمون علام يقدمون! وقد علم أنّهم إذا بيّن لهم لم يصحبه إلّا من يريد مواساته والموت معه! وقيل: إنّ هذه الإمتحانات من ضرورات التخطيط


اسم الکتاب : معالركب الحسينى(ج3) المؤلف : طبسی، محمد جعفر    الجزء : 1  صفحة : 5
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست