responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بلاغ عاشورا المؤلف : محدثي، الشیخ جواد    الجزء : 1  صفحة : 192

وأبيه عليه السلام، وأنّ ما يقوم به امتداد لخطّ تلك السيرة المقدّسة، حيث قال عليه السلام: «... وأسيرُ بسيرة جدّي وأبي علىّ بن أبي طالب ....»، «1»
وهذا النهج ضمانة صحّة سير واختيار الإنسان المجاهد المتأسّي بمحّمد وآل محمّد صلى الله عليه و آله القدوات المعصومة وحجّة شرعّية لعمله.
ويقول عليه السلام في كلام آخر مخاطباً أُخته زينب عليهما السلام: «... أبي خيرٌ منّي، وأمّي خير منّي، وأخي خيرٌ منّي، ولي ولهم ولكلّ مسلم برسول اللَّه أُسوة.» «2»
ولقد عرّف رسول اللَّه صلى الله عليه و آله سبطيه الحسن والحسين عليهما السلام قائلًا: «إبناي هذان إمامان، قاما أوقعدا.»»
إذن فقيام عاشوراء كان على‌ نفس هذا الخطّ أيضاً، خطّ كون الإمام الحسين عليه السلام إماماً وأُسوة وقدوة، وأنّ عمله عليه السلام أسوة ونهج للأمّة، ومستند شرعيّ لأتباع مذهب الإمامة للاشتراك في النهضة ضدّ حكومة يزيد، تلك النهضة التي هي امتداد لجهاد جميع أنبياء اللَّه عليهم السلام، ولجميع الحروب المقدّسة التي خاضها المسلمون في صدر الإسلام في عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
نقرأ في زيارة مسلم بن عقيل عليه السلام: «... أشهدُ أنّك مضيت على‌ ما مضى‌ عليه البدريّون، المجاهدون في سبيل اللَّه، المبالغون في جهاد أعدائه ونصرة أوليائه ...» «4»
وهذه العبارة تدلّ على أنّ «شهداء بدر» أُسوة، وأنّ شهداء نهضة الإمام الحسين عليه السلام ضرّجوا بدمائهم تأسّياً بشهداء بدر.
ونقرأ في زيارة أنصار الإمام عليه السلام شهداء الطفّ: «السلام عليكم أيّها الربانيون ورحمة اللَّه وبركاته، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع وأنصار ...» «5»
إنّ وحدة الخطّ وغاية الجهاد بين المجاهدين الإسلاميين وبين الاسوات التي ارتضاها اللَّه تعالى‌ وعرّفها الدّين للناس تمنح المشروعية لجهاد المتأسّين بتلكم الاسوات وتضفي عليه القداسة.
ولأنّ نهضة عاشوراء كانت «أسوة»، فقد غصّ بالحسرة والتأسف أولئك الذين لم يشتركوا بتلك النهضة لسبب من الأسباب، كما انضمّ المقصّرون عن نصرة الإمام عليه السلام إلى حركة التوّابين أملًا في جبران ما كان من تقصيرهم، وهذا دليل على سموّ وامتياز نهضة الإمام عليه السلام.


اسم الکتاب : بلاغ عاشورا المؤلف : محدثي، الشیخ جواد    الجزء : 1  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست