وقد وردت أكثر الآيات والروايات بذمّه، والقدح فيه.
قال اللَّه تعالى: «وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً» [1]).
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: «من مشى في الأرض اختيالًا لعنته الأرض، ومن تحتها، ومن فوقها» [2]).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: «من تعظّم في نفسه واختال في مشيته لقي اللَّه وهو عليه غضبان» [3]).
وعن الإمام الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمّد عليهم السلام قال: «إنّ اللَّه تبارك وتعالى ليبغض البيت اللحم، واللحم السمين»، فقال له بعض أصحابنا: يا ابن رسول اللَّه! إنّا لنحبّ اللحم وما تخلو بيوتنا عنه فكيف ذلك؟ فقال: «ليس حيث تذهب، إنّما البيت اللحم الذي تؤكل لحوم الناس فيه بالغيبة، وأمّا اللحم السمين فهو المتجبّر المتكبّر المختال في مشيته» [4]).
ومن هذه الأدلّة وغيرها استفاد بعض الفقهاء حرمة التبختر والاختيال في المشي [5]).
قال المحقّق الأردبيلي في تفسير قوله تعالى: «وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً» [6]): «هو السكينة والوقار والتواضع، قال أبو عبد اللَّه عليه السلام: «هو الرجل يمشي بسجيّته التي جُبل عليها، لا يتكلّف، ولا يتبختر ...» [7] فيدلّ على مرجوحيّة التبختر وغيره ممّا ينافي الهون بالمفهوم، بل هو حرام على بعض الوجوه؛ لما تقدّم: «وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً» ...» [8]).
لكنّ استفادة الحرمة من هذه الأدلّة
[1] الإسراء: 37. لقمان: 18. [2] الوسائل 15: 381- 382، ب 59 من جهاد النفس، ح 9. [3] الجامع الصغير 2: 590، ح 8598. كنز العمّال 3: 527، ح 7746. [4] الوسائل 15: 380- 381، ب 59 من جهاد النفس، ح 6. [5] التحفة السنيّة: 24 (مخطوط). وانظر: الجامع للشرائع: 634. [6] الفرقان: 63. [7] البحار 24: 132. [8] زبدة البيان: 408.