إتيان
أوّلًا- التعريف:
أتى الرجل يأتي أتياً: جاء، وأتيته- بغير مدّ- أي جئته، ويستعمل لازماً ومتعدّياً. والإتيان اسم منه بمعنى المجيء [1].
وأتى الفاحشة تلبّس بها [2]، ومنه قوله تعالى: «أَ تَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ» [3].
ويكنّى بالإتيان عن الوطء [4]، ومنه قوله عزّ وجلّ: «إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ» [5] كناية عن اللواط، وقوله تعالى أيضاً: «نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ» [6] كناية عن الجماع. فيستعمل في الذكر والانثى.
وقد استعمل الفقهاء هذه الكلمة في معناها اللازم والمتعدّي كثيراً، كما استعملوها في معناها الكنائي أي الوطء والجماع تبعاً للكتاب والسنّة كما سيأتي.
ثانياً- الألفاظ ذات الصلة:
1- المجيء:
تقدّم أنّ الإتيان بمعنى المجيء، فهما سيّان كما عن أكثر أهل اللغة [7].
وربّما يفرّق بينهما ببعض الوجوه نذكرها:
قال الشيخ الطوسي: «المجيء والإتيان والإقبال واحد، وقال قوم: المجيء إتيان من أي جهة كان، والإقبال إتيان من قبل الوجه» [8].
وقال في موضع آخر: «الاتيان هو الانتقال إلى مطلوب، ومثله المجيء» [9]. [1] المصباح المنير: 3. مجمع البحرين 1: 13. [2] تاج العروس 10: 9. [3] الأعراف: 80. [4] تاج العروس 10: 9. [5] الأعراف: 81. [6] البقرة: 223. [7] الصحاح 1: 42، 6: 2261. لسان العرب 1: 64. مجمع البحرين 1: 13، 344. تاج العروس 10: 8. [8] التبيان 4: 445. وفيه: «أنّ الاتيان إقبال من قبل الوجه» وهو خطأ، والصحيح ما أثبتناه بقرينة منشأ الاشتقاق وما سيأتي عن العسكري. [9] المصدر السابق 4: 497.