responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 3  صفحة : 22
ثمّ إنّ الإبطال في الأعمال له إطلاقات عديدة:
1- فقد يطلق إبطال العمل بمعنى إفساد أجره وزوال الثواب عليه، وجُعِل منه [1] قوله تعالى: «لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذى‌» [2].
2- وقد يطلق بمعنى نقض العمل أو رفع أثره بقاءً كما في إبطال الوضوء بالنوم أو غيره من موجبات الحدث [3].
3- وقد يطلق بمعنى إفساد العمل نفسه كما في قولهم إبطال الصلاة والحج والعقد.
ولا شك‌ في أنّ الاطلاقين الأوّلين فيهما عناية بخلاف الثالث؛ لأنّ ظاهر إضافة الإبطال إلى عمل نسبة البطلان إلى العمل نفسه بمعنى إفساده وجعله باطلًا، لا إبطال الثواب عليه أو رفع أثره أو نقضه، فظاهر اللفظ يقتضي حمله على المعنى الثالث، وهذا المعنى يتصوّر بنحوين:
الأوّل: أن يراد بالابطال إيقاع العمل على وجه باطل منذ البداية لا إيقاعه صحيحاً ثمّ إبطاله، فيكون نظير القول:
(ضيّقْ فَم الركيّة) بمعنى أوجِده ضيّقاً ابتداءً لا تضييقه بعد السعة [4].
وهذا المعنى فيه نحو عناية أيضاً إلّا انّها أخفّ ممّا تقدّم.
النحو الثاني: أن يراد بالإبطال إفساد ما وقع صحيحاً من العمل قبل الاتيان بما يفسده، فالصلاة أو الحج أو العقد قبل حصول المبطل كانت صحيحة وإنّما بطلت بسبب تحقق موجب البطلان والفساد.
فيكون الاطلاق بلا عناية، والظاهر أنّ هذا المعنى هو المقصود من الإبطال في مصطلح الفقهاء [5].
وقد يناقش في ذلك: بأنّ عنوان العمل الذي هو اسم للمركّب من عبادة أو معاملة لم يتحقق بعدُ في الخارج، فإذا اريد إضافة الإبطال إلى العمل بمعنى المركّب التام فهو غير حاصل لكي يطلق عليه الإبطال وينسب إليه حقيقة، وإذا اريد إضافته إلى‌
[1] زبدة البيان: 273. وانظر: عوائد الأيّام: 428.
[2] البقرة: 264.
[3] انظر: فرائد الاصول 2: 377. مستند العروة (الصلاة) 4: 553 و5: 128.
[4] الغنائم 3: 225. الصوم (تراث الشيخ الأعظم) 1: 242- 243.
[5] انظر: فرائد الاصول 2: 377. التنقيح في شرح العروة (الطهارة) 9: 59. مستند العروة (الصلاة) 4: 553.
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 3  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست