بالإنفحة أوّلًا ما في الكرش وعبّر بها عنه مجازاً لعلاقة المجاورة، فأجاب عنه بأنّه مبنيّ على أنّ بينهما فرقاً، والظاهر أنّه لا فرق.
وقيل في توجيه كلام الجوهري: إنّه لم يفسّر الإنفحة بمطلق الكرش حتى ينسب إلى السهو بل قال: هو كرش الحمل أو الجدي ما لم يأكل، فكأنّه يقول: الإنفحة الموضع الذي يسمّى كرشاً بعد الأكل، وقوله بعد ذلك: فإذا أكل فهو كرش صريح في أنّ مسمّى الإنفحة هو الكرش قبل الأكل كغيره من الأشياء التي تختلف أسماؤها باختلاف أحوالها [1].
ثمّ إنّ كلمات أهل اللغة غير واضحة في أنّ الإنفحة هل هي اسم للظرف أو المظروف أو مجموعهما؛ ولعلّه لذلك جمع بينهم في المعجم الوسيط حيث قال:
« [هي] جزء من معدة صغار العجول والجداء ونحوهما، ومادة خاصّة تستخرج من الجزء الباطني من معدة الرضيع من العجول أو الجداء أو نحوهما، بها خميرة تجبّن اللبن» [2].
اصطلاحاً:
ليس للأنفحة لدى الفقهاء اصطلاح خاص، إلّاأنّ الاختلاف المتقدّم الحاصل في عبارات اللغويين صار سبباً في اختلاف كلمات الفقهاء أيضاً، فظاهر بعضهم أنّها نفس الظرف [3].
قال ابن إدريس: «الإنفحة- بكسر الهمزة وفتح الفاء-: كرش الحمل أو الجدي ما لم يأكل، فإذا أكل فهي كرش» [4].
وفي التنقيح الرائع حكاية عن أبي زيد:
«وهي كرش الحمل أو الجدي ما لم يأكل، فإذا أكل فهو كرش» [5].
وظاهر جماعة منهم أنّها عبارة عن المظروف.
قال العلّامة في القواعد: «وهي لبن مستحيل في جوف السخلة» [6].
وقال المحقّق الأصفهاني: «وهي لبن مستحيل إلى شيء أصفر في جوف السخلة من كلّ ذي كرش، يعصر في صوفة مبتلّة في اللبن فيغلظ كالجبن، فلا يكون إلّا وهي رضيعة» [7]، ومال إليه السيّد العاملي [8] والسيّد الخونساري [9].
بل عن بعضهم أنّ هذا التفسير موافق للأخبار [10].
واحتمل بعض الفقهاء أنّها اسم لمجموع الظرف والمظروف كالمحقّق الهمداني حيث قال: «ويحتمل قويّاً أن تكون اسماً لمجموع الظرف والمظروف» [11]. [1] انظر: تاج العروس 2: 341. [2] المعجم الوسيط 2: 938. [3] الذكرى 1: 117- 118. [4] السرائر 3: 112. [5] التنقيح الرائع 4: 43- 44. [6] القواعد 1: 192. [7] كشف اللثام 1: 422- 423. [8] المدارك 2: 273- 274. [9] مشارق الشموس: 318. [10] مفتاح الكرامة 1: 155. [11] مصباح الفقيه 7: 91.