عنّي الأذى وهنّأني طعامي وشرابي» [1]، لكن مع أنّه لم يذكر فيه (وعافاني من البلوى) غير مقيّد بحالة القيام من الموضع [2]، وبه ورد ما في المرسلة [3] أنّ عليّاً عليه السلام كان إذا خرج من الخلاء مسح بطنه، وقال: «الحمد للَّهالذي أخرج عنّي أذاه، وأبقى فيّ قوّته، فيا لها من نعمة لا يقدّر القادرون قدرها» [4]، لكن متنها لا يوافق صيغة الدعاء المذكور [5].
ولابدّ من الإشارة إلى إمكان أن يكون مراد من قيّد الدعاء المذكور بمسح البطن هو أن يكون حال القيام [6]، بقرينة تقييد البعض للدعاء عند مسح البطن بحال القيام [7]، خصوصاً مع عدم تقييد أحدٍ له بحال الجلوس.
ومنهم من اكتفى بالدعاء المأثور عند مسح بطنه إذا قام من موضعه [8]. بينما لم يقيّد الصدوق ذلك بحال القيام [9]، ولا بمسح البطن، حيث قال: «وإذا فرغت من حاجتك فقل: الحمد للَّهالذي أماط عنّي...» [10]، إلّاأنّ ظاهره- كما قيل [11]- الدعاء قبل الاستنجاء لا حينه.
ومنهم من أضاف إلى الدعاء المذكور بعد (وعافاني من البلوى): (الحمد للَّه الذي رزقني ما اغتذيت به، وعرّفني لذّته، وأبقى في جسدي قوّته، وأخرج عنّي أذاه، يا لها نعمة، يا لها نعمة، يا لها نعمة لا يقدّر القادرون قدرها) [12].
وقد وردت هذه الإضافة في المرسلة السابقة ورواية القدّاح [13] المستدلّ بهما على استحباب قراءة ذلك الدعاء عند الخروج من الخلاء.
ومنهم من اعتبر الدعاء مستحبّاً في موضعين: [1] المستدرك 1: 254، ب 5 من أحكام الخلوة، ح 10. [2] التنقيح في شرح العروة (الطهارة) 3: 454. [3] مستمسك العروة 2: 239. مهذّب الأحكام 2: 221. [4] الوسائل 1: 308، ب 5 من أحكام الخلوة، ح 6. [5] مهذب الأحكام 2: 222. [6] المهذّب 1: 41. الألفية والنفليّة: 90- 91. الروض 1: 82. كشف الغطاء 2: 155. [7] الفوائد المليّة: 44. [8] الروضة 1: 86. [9] التنقيح في شرح العروة (الطهارة) 3: 454. [10] المقنع: 7. [11] كشف اللثام 1: 225. [12] المقنعة: 40. وفيها «يا لها نعمة» مرّتين. المراسم: 33. المهذّب 1: 41، وفيه: «يا لها نعمة» مرّة واحدة. [13] الوسائل 1: 307، ب 5 من أحكام الخلوة، ح 3.