الاتّفاق على أنّه ليس المراد من القبلة خصوص بناء الكعبة المشرّفة، بل محلّها وجهتها من تخوم الأرض إلى عنان السماء [1]، بل على ذلك ضرورة الدين»
، ولذا لا تصحّ الصلاة إلى بنائها لو نقل إلى مكان آخر [3]، بينما تصحّ إلى جهتها حتى لو انهدم بناؤها وزال أثرها [4]، وكذا تصحّ صلاة الواقف على جبل مرتفع أو بئر منخفض إذا كانت صلاته تجاهها [5].
ويدلّ [6] عليه قول الإمام الصادق عليه السلام: «أساس البيت من الأرض السابعة السفلى إلى الأرض السابعة العليا» [7].
وقوله عليه السلام أيضاً في رواية عبد اللَّه بن سنان: «إنّها قبلة من موضعها إلى السماء» [8].
إلّاأنّه وقع البحث في أنّ الكعبة هل هي قبلة للداني والنائي كما هو مختار جملة من الفقهاء [9] بل نسب ذلك إلى المشهور [10]، أم أنّها قبلة لمن كان في المسجد، والمسجد قبلة لمن كان خارجه، والحرم قبلة لمن كان خارج الحرم كما صرّح به جماعة [11]، ونسبه بعضهم إلى الأكثر [12] وآخر إلى المشهور [13]، بل ادّعى الشيخ عليه الإجماع [14].
واستدلّ للأوّل بروايات مستفيضة [15][1] المدارك 3: 121. الذخيرة: 215. المفاتيح 1: 112. كشف اللثام 3: 138. الحدائق 6: 377. الغنائم 2: 367. مستند الشيعة 4: 160. [2] مصابيح الظلام 6: 389. [3] الحبل المتين 2: 231. جواهر الكلام 7: 320. [4] الخلاف 1: 440، م 187. المسالك 1: 152. المدارك 3: 121. مصابيح الظلام 6: 389. كشف الغطاء 3: 100. [5] التحرير 1: 186. الذكرى 3: 158. المسالك 1: 152. المدارك 3: 121- 122. كشف اللثام 3: 138. [6] المفاتيح 1: 112. مصابيح الظلام 6: 389، 390. مستند الشيعة 4: 161. مستمسك العروة 5: 174- 175. [7] الوسائل 4: 339، ب 18 من القبلة، ح 3. [8] الوسائل 4: 339، ب 18 من القبلة، ح 1. [9] جمل العلم والعمل (رسائل الشريف المرتضى) 3: 29. الكافي في الفقه: 138. المختصر النافع: 47. المختلف 2: 79. العروة الوثقى 2: 293. مستمسك العروة 5: 176. [10] زبدة البيان: 102. المفاتيح 1: 112. [11] المبسوط 1: 119. المراسم: 60. المهذب 1: 84. الوسيلة: 85. [12] انظر: الذكرى 3: 159. [13] الذخيرة: 214. الرياض 3: 113. [14] الخلاف 1: 295، م 41. [15] الرياض 3: 111- 112. مستند الشيعة 4: 151. جواهر الكلام 7: 322.