responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 7  صفحة : 20
آخر، والأولاد إنّما يحتاجون إلى رحمتهما وإحسانهما في زمان تتوق أنفسهما إلى نحو الأولاد بحسب الطبع، وكفى به داعياً ومحرّضاً لهما إلى الإحسان إليهم، بخلاف حاجتهم إلى رأفة الأولاد ورحمتهم؛ فإنّها بالطبع يصادف كبرهما، ويوم عجزهما عن الاستقلال بالقيام بواجب حياتهما وشباب الأولاد وقوّتهم على ما يعينهم.
وجفاء الأولاد للوالدين وعقوقهم لهما يوم حاجتهما إليهم ورجائهما منهم وانتشار ذلك بين النوع يؤدّي بالمقابلة إلى بطلان عاطفة التوليد والتربية، ويدعو ذلك من جهة إلى ترك التناسل وانقطاع النسل، ومن جهة إلى كراهيّة تأسيس البيت والتكاهل إلى تشكيل المجتمع الصغير، والاستنكاف عن حفظ سمة الابوّة والامومة، وينجرّ إلى تكوّن طبقة من الذرّية الإنسانيّة لا قرابة بينهم ولا أثر من رابطة الرحم فيهم، ويتلاشى عندئذٍ أجزاء المجتمع ويتشتّت شملهم ويتفرّق جمعهم، ويفسد أمرهم فساداً لا يصلحه قانون جار ولا سنّة دائرة، ويرتحل عنهم سعادة الدنيا والآخرة [1]).
سابعاً- شرائط الإحسان:
من الواضح أنّ التكاليف الشرعيّة- خصوصاً الأحكام العباديّة- لها شرائط وحدود تتوقّف صحّتها على أن يؤتى بها طبقاً للحدود والشرائط الشرعيّة، فلو تخلى عن واحد منها لم يصحّ العمل ولا يجتزى به.
وهل الإحسان يتبع ذلك أم لا؟ هذا ما سنبحثه ضمن النقاط التالية:
أ- شرائط المحسن:
المحسن ما دام لم يكن ممنوعاً من التصرّف في ماله فله القيام بالإحسان، ويبدو من ظاهر كلمات الفقهاء أنّه لا يشترط فيه قصد القربة بالمعنى المصطلح؛ لأنّ الحسن ذاتيّ للإحسان وطبيعيّ له، كالعدل الذي حسنه ذاتيّ له، بمعنى أنّه يستحيل مع انحفاظ عنوان العدل عروض عنوان يذمّ عليه [2]، فكذا الإحسان فإنّه يستحيل مع انحفاظ عنوان الإحسان عروض عنوان يذمّ عليه عقلًا وشرعاً.
فما كان حسناً ذاتاً بذاته لا يتوقّف‌
[1] الميزان 7: 374.
[2] بحوث في الاصول (الأصفهاني): 71.
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 7  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست