إثخان
أوّلًا- التعريف:
ثخُن الشيء ثخَناً وثَخانة وثُخونة كثُف وغلُظ وصلُب فهو ثخين [1].
والإثخان- وزان إفعال- من أثخن مشتقّ منه اضيفت الهمزة إليه للتعدية، فأثخن الشيء جعله كثيفاً وغليظاً، وهو فعل متعدٍّ.
وربّما استعمل لازماً أيضاً فيقال: أثخن الرجل: إذا اتّخذ شيئاً ثخيناً [2].
وقد يستعمل الإثخان مجازاً للمبالغة في الشيء والإكثار منه فيقال: أثخنته الجراحة: أوهنته وأضعفته، ويقال: أثخن في الأرض قتلًا: إذا أكثر القتل، وأثخن في العدوّ: بالغ في قتلهم وغلّظ، وأثخن في الأمر: بالغ فيه [3].
وفي التنزيل العزيز: «حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ» [4].
وعن أبي العبّاس: «معناه حتى إذا غلبتموهم وقهرتموهم وكثر فيهم الجراح فأعطوا بأيديهم». ونقل عن ابن الأعرابي قوله: «أثخن: إذا غلب وقهر» [5].
وعن أبي إسحاق: «في قوله تعالى:
«حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ» [6] معناه حتى يبالغ في قتل أعدائه، ويجوز أن يكون حتى يتمكّن في الأرض. والإثخان في كلّ شيء قوّته وشدّته» [7].
وقال ابن فارس: «الثاء والخاء والنون يدلّ على رَزانة الشيء في ثِقَل» [8].
وقد استعمل الفقهاء لفظ (إثخان) بالمعنى المعروف له عند أهل اللغة، فليس لهم فيه اصطلاح خاصّ. [1] أساس البلاغة: 43. الصحاح 5: 2087. جمهرة اللغة 1: 418. [2] العين 4: 248. [3] أساس البلاغة: 43. الصحاح 5: 2087. [4] محمد صلى الله عليه وآله وسلم: 4. [5] تهذيب اللغة 7: 334- 335. [6] الأنفال: 67. [7] لسان العرب 2: 87. [8] معجم مقاييس اللغة 1: 372.