الفقهاء، فهو يستعمل بالمعنى الذي له عند أهل اللغة.
ثانياً- الحكم الإجمالي ومواطن البحث:
ذكر الفقهاء بعض الأحكام المتعلّقة بالإتعاب نستعرضها فيما يلي:
1-
يكره للصائم إتعاب جسمه بالأعمال الشاقّة [1].
(انظر: صوم)
2-
يستحب للمؤذن أن يرفع الصوت بالأذان لكن من غير إتعاب [2]، وذلك لصحيحة زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال:
«كلّما اشتدّ صوتك من غير أن تجهِد نفسك، كان من يسمع أكثر، وكان أجرك في ذلك أعظم» [3].
(انظر: أذان)
3-
ما يقتله كلب الصيد بالاتعاب والغمّ من الصيد لا يجوز أكله [4].
(انظر: صيد)
4-
شهادة سابق الحاجّ غير مقبولة عند بعض فقهائنا، وعلِّل بإتعابه نفسه وراحلته، وإفنائه زاده واستخفافه بصلاته [5].
وقد ورد هذا الحكم مع تعليله في بعض الروايات الصحيحة، فعن العلاء بن سيابة عن أبي عبد اللَّه عليه السلام أنّ أبا جعفر عليه السلام قال: «لا تقبل شهادة سابق الحاج؛ لأنّه قتل راحلته، وأفنى زاده، وأتعب نفسه، واستخفّ بصلاته ...» [6].
ومقتضى التعليل المذكور أنّ إتعاب النفس والراحلة معصية تخرج المكلّف عن حدّ العدالة المشترطة في الشهادة، ولعلّ الوجه في كونها معصية انطباق عنوان الظلم بالنفس والحيوان عليها.
5-
يجوز لسائق الهدي أن يركبه بشرط أن لا يجهده أو يُتعبه [7].
(انظر: هدي) [1] الكافي في الفقه: 180. [2] الحبل المتين: 202. مستند الشيعة 4: 503. [3] الوسائل 5: 410، ب 16 من الأذان والاقامة ح 2. [4] الشرائع 3: 213. القواعد 3: 312. الدروس 2: 394. [5] الجامع للشرائع: 540. مباني تكملة المنهاج 1: 88- 89. [6] الوسائل 27: 381، ب 34 كتاب الشهادات، ح 1. [7] جواهر الكلام 19: 209.