responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ ابن خلدون المؤلف : ابن خلدون    الجزء : 3  صفحة : 91
على النمر وتغلب بصفين وتمكن رعب المسلمين من قلوب أهل فارس وملكوا ما بين الفرات ودجلة
* (أخبار القادسية) *
ولما دهم أهل فارس من المسلمين بالسواد ما دهمهم وهم مختلفون بين رستم والفيرزان واجتمع عظماؤهم وقالوا لهما إما ان تجتمعا والا فنحن لكما حرب فقد عرضتمونا للهلكة وما بعد بغداد وتكريت إلى المدار فأطاعا لذلك وفزعوا إلى بوران يسألونها في ولد من كسرى يولونه عليهم فأحضرت لهم النساء والسراري وبسطوا عليهن العذاب فذكروا لهم غلاما من شهريار بن كسرى اسمه يزدجرد أخذته أمه عندما قتل شيرويه أبناء أبيه فسألوا أمه عنه فدلتهم عليه عند أخواله كانت أودعته عندهم حينئذ فجاؤوا به ابن احدى وعشرين سنة فملكوه واجتمعوا عليه وتبارى المرازبة في طاعته وعين المسالح والجنود لكل ثغر ومنها الحيرة والأبلة والأنبار وخرجوا إليها من المدائن وكتب المثنى بذلك إلى عمر وبينما هو ينتظر الجواب انتقض أهل السواد وكفروا وخرج المثنى إلى ذي قار ونزل الناس في عسكر واحد ولما وصل كتابه إلى عمر قال والله لأضربن ملوك العجم بملوك العرب فلم يدع رئيسا ولاذا رأى وشرف وبسطة ولا خطيبا ولا شاعرا الا رماهم به فرماهم بوجوه الناس وكتب إلى المثنى يأمره بخروج المسلمين من بين العجم والتفرق في المياه بحيالهم وان يدعو الفرسان وأهل النجدات من ربيعة ومضر ويحضرهم طوعا وكرها فنزل المسلمون بالحلة وسروا إلى عصى وهو جبل البصرة متناظرين وكتب إلى عماله على العرب ان يبعثوا إليه من كانت له نجدة أو فرس أو سلاح أو رأى وخرج إلى الحج فحج سنة ثلاث عشرة ورجع فجاءته أفواجهم إلى المدينة ومن كان أقرب إلى العراق انضم إلى المثنى فلما اجتمعت عنده امداد العرب خرج من المدينة واستخلف عليها عليا وعسكر على صرار من ضواحيها وبعث على المقدمة طلحة وجعل على المجنبتين عبد الرحمن والزبير وأنبهم أمره على الناس ولم يطلق أحد سؤاله فسأله عثمان فأحضر الناس واستشارهم في المسير إلى العراق فقال العامة سر نحن معك فوافقهم ثم رجع إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحضر عليا وطلحة والزبير وعبد الرحمن واستشارهم فأشاروا بمقامه وأن يبعث رجلا بعده آخر من الصحابة بالجنود حتى يفتح الله على المسلمين ويهلك عدوهم فقبل ذلك ورآى فيه الصواب وعين لذلك سعد بن أبي وقاص وكان على صدقات هوازن فأحضره وولاه حرب العراق وأوصاه وقال يا سعد بن أم سعد لا يغرنك من الله أن يقال خال رسول الله وصاحب رسول الله فان الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكنه
اسم الکتاب : تاريخ ابن خلدون المؤلف : ابن خلدون    الجزء : 3  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست