اسم الکتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت المؤلف : ابن الأثير، عزالدین الجزء : 3 صفحة : 49
فقدِم الرسول بالبشارة وبالسفط على عمر فسأله عن أمور الناس وهو يخبره ، حتى أخبره بالسفط فغضب غضباً شديداً ، وأمر به فوجئ به في عنقه ، ثم إنّه قال : إنْ تفرّق الناس قبل أنْ تقدم عليهم ، ويقسّمه سلمة فيهم لأسوأنك . فسار حتى قدِم على سلمة فباعه وقسّمه في الناس . وكان الفص يباع بخمسة دراهم وقيمته عشرون ألفاً . وحج بالناس هذه السنة عمر بن الخطاب وحج معه أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهي آخر حجة حجها ، وفيها قتل عمر رضي الله عنه . ذكر الخبر عن مقتل عمر رضي اللّه عنه قال المسوَّر بن مخرمة : خرج عمر بن الخطاب يطوف يوماً في السوق فلقيَه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة وكان نصرانياً فقال : يا أمير المؤمنين أعدني علن المغيرة بن شعبة فإنّ عليّ خراجاً كثيراً . قال : وكم خراجُك ؟ قال : درهمان كل يوم . قال : وأيش صناعتك ؟ قال : نجار ، نقاش ، حداد قال : فما أرى خراجُك كثيراً على ما تصنع من الأعمال ، قد بلغني أنك تقول : لو أردتُ أنْ أصنع رحن تطحن بالريح لفعلتُ قال : نعم قال : فاعمل لي رحى قال : لئن سلمت لأعملنّ لك رحى يتحدث بها مَنْ بالمشرق والمغرب ، ثم انصرف عنه فقال عمر : لقد أوعدني العبد الآن .
اسم الکتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت المؤلف : ابن الأثير، عزالدین الجزء : 3 صفحة : 49