اسم الکتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت المؤلف : ابن الأثير، عزالدین الجزء : 3 صفحة : 46
أرض سهلها جبل ، وماؤها وشل ، وثمرها دقل ، وعدوها بطل ، وخيرها قليل ، وشرها طويل ، والكثير فيها قليل ، والقليل فيها ضائعٍ ، وما وراءها شر منها . فقال : أسَجاع أنت أم مُخبر ؟ لا والته لا يغزوها جيشٌ لي أبدا . وكتب إلى سهيل والحَكم بن عمرو أن لا يجوزن مكران أحد من جنودكما [ واقتصرا على ما دون النهر ] وأمرهما ببيع الفيلة التي غنمها المسلمون ببلاد الاسلام ، وقسم أثمانها على الغانمين : ( مُكْرَان بضم الميم وسكون الكاف ) . ذكر خبر بَيْرُوذ من الأهواز ولما فصلت الخيولُ إلى الكور أجتمع ببيروذ جمعٌ عظيمُ من الأكراد ، وغيرهم ، وكان عمر قد عهد إلى أبي موسى أنْ يسير إلى أقصى ذمة البصرة حتى لا يؤتى المسلمون من خلفهم وخشي أنْ يهلك بعض جنوده أو يخلفوا في أعقابهم ، فاجتمع الأكراد ببيروذ وأبطأ أبو موسى حتى تجمعوا ثم سار فنزل بهم ببيروذ ، فالتقوا في رمضان بين نهر تيرى ومناذر ، فقام المهاجر بن زياد وقد تحنط واستقتل وعزم أبو موسى على الناس فأفطروا ، وتقدم المهاجر فقاتل قتالاً شديداً حتى قُتِل . ووهن اللّهُ المشركين حتى تحصنوا في قلة وذلة ، واشتد جزع الربيع بن زياد علن أخيه المهاجر وعظم عليه فَقْده فرق له أبو موسى فاستخلفه عليهم في جند ، وخرج أبو موسى حتى بلغ أصبهان واجتمع
اسم الکتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت المؤلف : ابن الأثير، عزالدین الجزء : 3 صفحة : 46