اسم الکتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت المؤلف : ابن الأثير، عزالدین الجزء : 2 صفحة : 511
وذلك الرجل ، فسألوه لأي شيء هربوا ؟ فقال : بعث الملك إليكم يعرض عليكم الصلح فأجبتموه أنه لا يكون بيننا وبينكم صلح أبداً حتى نأكل عسل أفريدون بأترج كوثى فقال الملك : يا ويلتيه إن الملائكة تتكلم على ألسنتهم ترد علينا . فساروا إلى المدينة القُصْوَى فلما دخلها المسلمون أنزلهم سعد المنازل وأرادوا العبور إلى المدائن فوجدوا المعابر قد أخذوها ما بين المدائن وتكريت . ذكر فتح المدائن التي فيها إيوان كسرى وكان فتحها في صفر أيضاً سنة ست عشرة ، قيل : وأقام سعد ببهرسير أياماً من صفر فأتاه علج فدلّه على مخاضة تخاض إلى صلب الفرس فأبن وتردد عن ذلك وقحمهم المد وكانت السنة كثيرة المدود ، ودجلة تقذف بالزَّبَد فأتاه علج فقال : ما يقيمك لا يأتي عليك ثالثة حتى يذهب يزدجرد بكل شيء في المدائن فهيّجه ذلك على العبور ، ورأوا رؤيا أنّ خيول المسلمين اقتحمت دجلة فعبرت ، فعزم سعد لتأويل الرؤيا فجمع الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إنّ عدوكم قد اعتصم منكم بهذا البحر فلا تخلصون إليه معه ويخلصون إليكم إذ شاؤوا في سفنهم فينا وشؤونكم وليس وراءكم شيت تخافون أنْ تؤتوا منه قد كفاكم أهل الأيام ، وعطَّلوا ثغورهم وقد رأيتُ مِنْ الرأي أنْ تُجاهدوا العدو قبل أن تحصدكم الدنيا ألا إنّي قد
اسم الکتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت المؤلف : ابن الأثير، عزالدین الجزء : 2 صفحة : 511