اسم الکتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت المؤلف : ابن الأثير، عزالدین الجزء : 2 صفحة : 499
فخرج عمرو من عنده وعلم الرومي أنها خدعة اختدعه بها فقال : هذا أدهن الخلق ! وبلغت خديعته عمر بن الخطاب فقال : لله دَر عَمْرو . وعرف عمرو مأخذه فلقيه فاقتتلوا بأجنادين قتالاً شديداً كقتال اليرموك حتى كثرت القتلى بينهم ، وانهزم أرطبون إلى إيلياء ، ونزل عمرو أجنادين ، وأفرج المسلمون الذين يحصرون بيت المقدس لأرطبون فدخل إيلياء وأزاح المسلمين عنه إِلى عمرو . وقد تقدم ذكر وقعة أجنادين على قول : من يجعلها قبل اليرموك ، وسياقها على غير هذه السياقة فلهذا ذكرناها هنالك وها هنا . ذكر فتح بيت المقدس وهو إيلياء في هذه السنة فتح بيت المقدس ، وقيل : سنة ست عشرة في ربيع الأول . وسبب ذلك أنه لما دخل أرطبون إيلياء فتح عمرو غزة ، وقيل : كان فتحها في خلافة أبي بكر ، ثم فتح سَبَسْطِيّة وفيها قبر يحيى بن زكريا عليه السلام ، وفتح نابلس بأمان على الجزية ، وفتح مدينة لُدّ ثم فتح تُبْني ، وعمواس ، وبيت جبرين ، وفتح يافا ، وقيل : فتحها معاوية ، وفتح عمرو مرج [ عيون ] ، فلمّا تم له ذلك أرسل إلى أرطبون رجلاً يتكلم بالرومية وقال له : اسمع ما يقول ، وكتب معه كتاباً ، فوصل الرسول ودفع الكتاب إلى أرطبون وعنده وزراؤه فقال أرطبون : لا يفتح والله عمرو شيئاً من
اسم الکتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت المؤلف : ابن الأثير، عزالدین الجزء : 2 صفحة : 499