responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت المؤلف : ابن الأثير، عزالدین    الجزء : 2  صفحة : 486


فكتب إلى عمر يُعلمه مكانه ؛ وأنه لو كان معه عدد يسير ظفر بمن كان قبله من العجم فنفاهم عن بلادهم . فكتب إليه عمر يأمره بالمقام ، والحذر ، ووجَّه إليه شريح بن عامر أحد بني سعد بن بكر فأقبل إلى البصرة وترك بها قطبة ومضى إلى الأهواز حتى انتهى إلى دارس . وفيها مسلحة الأعاجم فقتلوه ، فبعث عمر عتبة بن عزوان ، قال له حين وجهه :
يا عتبة إني قد استعملتك على أرض الهند ، وهي حومة من حومة العدو وأرجو أن يكفيك الله ما حولها ويعينك عليها وقد كتبتُ إلى العلاء بن الحضرمي أن يمدّك بعرفجة بن هرثمة وهو ذو مجاهدة ومكايدة للعدو ، فإذا قدم عليك فاستشِرْه وادع إلى الله فمَنْ أجابك فاقبل منه ، ومَنْ أبى فالجزية وإلا فالسيف ، واتّق الله فيما وليتَ وإيّاك أنْ تنازعك نفسك إلى كبر مما يفسد عليك أخوّتك ، وقد صحبتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فعززتَ به بعد الذلة ، وقويت به بعد الضعف ، حتى صرتَ أميراً مسلطاً وملكاً مطاعاً ، تقول فيسمع منك ، وتأمر فيطاع أمرك فيا لها نعمة إنْ لم ترفعك فوق قدرك وتبطرك على من دونك ؛ واحتفظ مِن النعمةِ احتفاظك من المعصية ، ولهي أخوفهما عندي عليك أنْ تستدرجُكَ وتخدعك فتسقط سقطةً تصير بها إلى جهنم أعيذك بالله ونفسي من ذلك . إنّ الناس اسرعوا إلى الله حتى رفعت لهم الدنيا فأرادوها فأرِد الله ولا ترد الدنيا ، واتق مصارع الظالمين .
انطلق أنتْ ومن معك حتى إذا كنتم في أقص أرض العرب وأدنى أرض العجم فأقيموا .
فسار عتبة ومن معه حتى إذا كانوا بالمربد تقدّموا حتى بلغوا حيال

اسم الکتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت المؤلف : ابن الأثير، عزالدین    الجزء : 2  صفحة : 486
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست