اسم الکتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت المؤلف : ابن الأثير، عزالدین الجزء : 2 صفحة : 470
الركوب استخلف خالد بن عُرفطة على الناس فاختلف عليه فأخذ نفراً ممن شغب عليه فحبسهم في القصر ، منهم أبو محجن الثقفي وقيِّدهمٍ وقيل : بل كان حبس أبي محجن بسبب الخمر ، وأعَلْمَ الناسَ أنه قد استخلف خالدا وإنما يأمرهم خالد فسمعوا وأطاعوا ، وخطب الناس يومئذ ، وهو يوم الاثنين من المحرم سنة أربع عشرة وحثهم على الجهاد وذكّرهم ما وعدهم الله من فتح البلاد وما نال من كان قبلهم من المسلمين من الفرس ، وكذلك فعل أمير كل قوم ، وأرسل سعد نفراً من ذوي الرأي والنجدة ، منهم المغيرة وحذيفة ، وعاصم ، وطليحة ، وقيس الأسدي ، وغالب ، وعمرو بن معد يكرب وأمثالهم ، ومن الشعراء الشماخ ، والحطيئة ، وأوس بن مغراء ، وعَبدة بن الطبيب وغيرهم ، وأمرهم بتحريض الناس على القتال ففعلوا . وكان صف المشركين على شفير العتيق ، وكان صف المسلمين مع حائط قديس والخندق ، فكان المسلمون والمشركون بين الخندق والعتيق ومع الفرس ثلاثون ألف مسلسل ، وأمر سعد الناس بقراءة سورة الجهاد ، وهي الأنفال ، فلما قُرِئَتْ هَشَّتْ قلوبُ الناس وعيونهم وعرفوا السكينة مع قراءتها . فلما فرغ القراء منها قال سعد : الزموا مواقفكم حتى تُصلوا الظهر فإذا صليتم فإني مكبرٌ تكبيرة فكبروا واستعدوا فإذا سمعتم الثانية فكبروا والبسوا عدتكم ، ثم إذا كبَّرتً الثالثة فكبروا لينشط فرسانكم الناس ، فإذا كبَرْتُ الرابعة فازحفوا جميعاً حتى تخالطوا عدوّكم وقولوا : لا حول ولا قوة إلا بالله . فلما كبر سعد الثالثة برز أهل النجدات فأنشبوا القتال وخرج إِليهم من الفرس أمثالهم فاعتوروا الطعن والضرب ، وقال غالب بن عبد الله الأسدي :
اسم الکتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت المؤلف : ابن الأثير، عزالدین الجزء : 2 صفحة : 470