responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت المؤلف : ابن الأثير، عزالدین    الجزء : 2  صفحة : 324


فكشف عن وجهه ثم قبّله وقال : بأبي أنت وأمي طَيِّبٌ حيا وميتاً ، أما الموتة التي كتب الله عليك فقد مِنَهَا ، ثم رد الثوب على وجهه ثم خرج وعمر يكلم الناس ، فأمره بالسكوت فأبن [ إلا أنْ يتكلم ، فلما رآه أبو بكر لا يُنصت أقبل ] على الناس فلما سمع الناس أمه أقبلوا عليه وتركوا عمر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس مَنْ كان يعبد محمداً فإنّ محمداً قد مات ، ومن كان يعبد اللهّ فإنّ الله حي لا يموت . ثم تلا هذه الآية ( وَمَا محمد إلاّ رَسُولٌ قد خَلَط مِن قَبْلِهِ الرُسُلُ أفإنْ مَاتَ أو قُتل انقلبتُم على أعقابِكم ، ومَنْ ينقلبْ على عقَبَيْه فَلَن يَضُرَّ الله شيئاً وسَيَجْزِي اللّهُ الشَاكِرِيْن ) قال ة فوالله لكأن الناس ما سمعوها إلا منه . قال عمر : فوالدّ ما هو إلا إذ سمعتُها فعُقِرت حتى وقعتُ على الأرض ما تحملني رجلاي وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات .
ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصل خبره إلى مكة وعامله عليها عتاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية استخفى عتاب وارتجّت مكة وكاد أهلها يرتدون فقام سهيل بن عمر وعلى باب الكعبة وصاح بهم فاجتمعوا إليه فقال : يا أهل مكة لا تكونوا آخر من أسلم وأول من ارتد ، والله ليتمن الله هذا الأمر كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقد رأيته قائماً مقامي هذا وحده وهو يقول : قولوا معي : لا إله إلا اللهّ تدين لكم العرب ؛ وتؤدي إليكمَ العَجَم الجزية ، والله لتنفقن كنوز كسرى وقيصر سبيل الله ، فمن بين مستهزئ ومصدق فكان ما رأيتم ، والله ليكونن

اسم الکتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت المؤلف : ابن الأثير، عزالدین    الجزء : 2  صفحة : 324
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست