responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت المؤلف : ابن الأثير، عزالدین    الجزء : 1  صفحة : 362


إلى الحوت أن يأخذه ولا يخدش له لحما ولا يكسر له عظما فأخذه وعاد إلى مسكنه من البحر فلما انتهى إليه سمع يونس حسا فقال في نفسه ما هذا فأوحى الله إليه في بطن الحوت إن هذا تسبيح دواب البحر فسبح وهو في بطن الحوت فسمعت الملائكة تسبيحه فقالوا ربنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة فقال ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر فقالوا العبد الصالح الذي كان يصعد له كل يوم عمل صالح فشفعوا له عند ذلك ( فنادى في الظلمات ) ظلمة البحر وظلمة بطن الحوت وظلمة الليل ( أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) وكان قد سبق له من العمل الصالح فأنزل الله فيه .
( فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) وذلك أن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر ( فنبذناه بالعراء وهو سقيم ) ألقي على جانب البحر وهو كالصبي المنفوس ومكث في بطن الحوت أربعين يوما وقيل عشرين يوما وقيل ثلاثة أيام وقيل سبعة أيام والله أعلم .
وأنبت [ الله ] عليه شجرة من يقطين وهو القرع يتقطر إليه من اللبن وقيل هيأ الله له أروية وحشية فكانت ترضعه بكرة وعشية حتى رجعت إليه قوته وصار يمشي فرجع ذات يوم إلى الشجرة فوجدها قد يبست فحزن وبكى عليها فعاتبه الله وقيل له أتبكي وتحزن على شجرة ولا تحزن على مائة ألف وزيادة أردت أن تهلكهم !
ثم إن الله أمره أن يأتي قومه فيخبرهم أن الله تاب عليهم فعمد إليهم

اسم الکتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت المؤلف : ابن الأثير، عزالدین    الجزء : 1  صفحة : 362
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست