responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت المؤلف : ابن الأثير، عزالدین    الجزء : 1  صفحة : 240


شيء بلغك ، ودخل داره وكسر الصنم وعاقب تلك المرأة وجواريها . ثم أمر بثياب الطهارة فأتي بها وهي ثياب تغزلها الأبكار اللائي لم يحضن لم تمسها امرأة ذات دم فلبسها وخرج إلى الصحراء وفرش الرماد ثم أقبل تائبا إلى الله وتمعك في الرماد بثيابه تذللا لله تعالى وتضرعا وبكى واستغفر يومه ذلك ثم عاد إلى داره .
وكانت أم ولد له لا يثق إلا بها يسلم خاتمه إليها وكان لا ينازعه إلا عند دخول الخلاء وأراد يصيب امرأة يسلمه إليها حتى يتطهر وكان ملكه في خاتمه فدخل في بعض تلك الأيام الخلاء وسلم خاتمه إليها فأتاها شيطان اسمه صخر الجني في صورة سليمان فأخذ الخاتم وخرج إلى كرسي سليمان وهو في صورة سليمان فجلس عليه وعكفت عليه الأنس والجن والطير وخرج سليمان وقد تغيرت حاله وهيئته فقال خاتمي فقالت ومن أنت قال أنا سليمان قالت كذبت لست بسليمان قد جاء سليمان وأخذ خاتمه مني وهو جالس على سريره فعرف سليمان خطيئته فخرج وجعل يقول لبني إسرائيل أنا سليمان فيحثون عليه التراب .
فلما رأى ذلك قصد البحر وجعل ينقل سمك الصيادين ويعطونه كل يوم سمكتين يبيع إحداهما بخبز ويأكل الأخرى فبقي كذلك أربعين يوما .
ثم إن آصف وعظماء بني إسرائيل أنكروا حكم الشيطان المتشبه بسليمان فقال آصف يا بني إسرائيل هل رأيتم من اختلاف حكم سليمان ما رأيت قالوا نعم قال أمهلوني حتى أدخل على نسائه وأسألهن هل أنكرن ما أنكرنا منه . فدخل عليهن وسألهن فذكرن أشد مما عنده فقال ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ، ( إن هذا لهو البلاء المبين ) .

اسم الکتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت المؤلف : ابن الأثير، عزالدین    الجزء : 1  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست