كَأَنَّ شُعَاعَ الشَّمْسِ تَحْتَ لِوَائِهَا
مَقَارِمُهَا حُمْرُ النَّعَامِ وَ سُودُهَا[1]
شِعَارُهُمُ سِيمَا النَّبِيِّ وَ رَايَةٌ
بِهَا يَنْصُرُ الرَّحْمَنُ مِمَّنْ يَكِيدُهَا
لَهَا سَرَعَانٌ مِنْ رِجَالٍ كَأَنَّهَا
دَوَاهِي السِّبَاعِ نُمْرُهَا وَ أُسُودُهَا[2]
يَمُورُونَ مَوْرَ الْمَوْجِ ثُمَّ ادِّعَاؤُهُمْ
إِلَى ذَاتِ أَنْدَادٍ كَثِيرٍ عَدِيدُهَا
إِذَا نَهَضَتْ مَدَّتْ جَنَاحَيْنِ مِنْهُمْ
عَلَى الْخَيْلِ فُرْسَانٌ قَلِيلٌ صُدُودُهَا
كُهُولٌ وَ شُبَّانٌ يَرَوْنَ دِمَاءَكُمْ
طَهُوراً وَ ثَارَاتٍ لَهَا تَسْتَقِيدُهَا[3]
كَأَنِّي أَرَاكُمْ حِينَ تَخْتَلِفُ الْقَنَا
وَ زَالَتْ بِأَكْفَالِ الرِّجَالِ لُبُودُهَا[4]
وَ نَحْنُ نَكُرُّ الْخَيْلَ كَرّاً عَلَيْكُمُ
كَخَطْفِ عَتَاقِ الطَّيْرِ طَيْراً تَصِيدُهَا
إِذَا نُعِيَتْ مَوْتَى عَلَيْكُمْ كَثِيرَةٌ
وَ عَيَّتْ أُمُورٌ غَابَ عَنْكُمْ رَشِيدُهَا
هُنَالِكَ النَّفْسُ تَابِعَةُ الْهُدَى
وَ نَارٌ إِذَا وَلَّتْ وَ أَزَّ شَدِيدُهَا[5]
فَلَا تَجْزَعُوا إِنْ أَعْقَبَ الدَّهْرُ دَوْلَةً
وَ أَصْبَحَ مَنْآكُمْ قَرِيباً بَعِيْدُهَا.
فَقَالُوا: نَعَمْ قَدْ عَرَفْنَاهُ هَذَا أَفْحَشُ شَاعِرٍ وَ أَلْأَمُ جَلِيسٍ[6] فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَا أَبَا الطُّفَيْلِ أَ تَعْرِفُ هَؤُلَاءِ؟ قُالَ مَا أَعْرِفُهُمْ بِخَيْرٍ وَ لَا أُبْعِدُهُمْ مِنْ شَرٍّ فَأَجَابَهُ [أَيْمَنُ بْنُ][7] خُرَيْمٍ الْأَسَدِيُّ-
إِلَى رَجَبٍ أَوْ غُرَّةِ الشَّهْرِ بَعْدَهُ
يُصَبِّحُكُمْ حُمْرُ الْمَنَايَا وَ سُودُها
[1] مقارمها، كذا وردت.
[2] السرعان، بالتحريك: أوائل القوم المستبقون إلى الأمر. و في الأصل:
«لها شرعاء» و الوجه ما أثبت. و في الأصل أيضا: «دواعى السباع» تحريف.
[3] تستقيدها: تطلب القود فيها. و القود، بالتحريك: قتل النفس بالنفس.
و في الأصل: «يستعيدها» محرفة.
[4] الأكفال: جمع كفل، بالكسر، و هو الذي لا يثبت على ظهور الخيل.
[5] كذا ورد هذا البيت.
[6] في الأصل: «و الم جليس».
[7] هاتان الكلمتان ساقطتان من الأصل. و انظر 431، 502، 503.