رَمَانَا بِمُرِّ الْحَقِّ إِذْ قَالَ: جِئْتُمُ
إِلَيَّ بِشَيْخٍ لِلْأَشَاعِرِ قَشْعَمُ
فَقُلْتُمْ رَضِينَا بِابْنِ قَيْسٍ وَ مَا لَنَا
رِضًا غَيْرُ شَيْخٍ نَاصِحِ الْجَيْبِ مُسْلِمِ
وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَكُونُ مَكَانَهُ
فَقَالُوا لَهُ: لَا لَا أَلَا بِالتَّهَجُّمِ
فَمَا ذَنْبُهُ فِيهِ وَ أَنْتُمْ دَعَوْتُمُ
إِلَيْهِ عَلِيّاً بِالْهَوَى وَ التَّقَحُّمِ
فَأَصْبَحَ عَبْدُ اللَّهِ بِالْبَيْتِ عَائِذاً
يُرِيدُ الْمُنَى بَيْنَ الْحَطِيمِ وَ زَمْزَمِ.
(مِنْ هُنَا إِلَى مَوْضِعٍ الْعَلَامَةِ لَيْسَ عِنْدَ ابْنِ عُقْبَةَ) وَ قَالَ نَابِغَةُ بَنِي جَعْدَةَ وَ قَالَ: هِيَ عِنْدَنَا أَكْثَرُ مِنْ مِائَةِ بَيْتٍ فَكَتَبْتُ الَّذِي يُحْتَاجُ إِلَيْهِ-
سَأَلَتْنِي جَارَتِي عَنْ أُمَّتِي
وَ إِذَا مَا عَيَّ ذُو اللُّبِّ سَأَلْ
سَأَلَتْنِي عَنْ أُنَاسٍ هَلَكُوا
شَرِبَ الدَّهْرُ عَلَيْهِمْ وَ أَكَلْ[1]
بَلَغُوا الْمُلْكَ فَلَمَّا بَلَغُوا
بِخَسَارٍ وَ انْتَهَى ذَاكَ الْأَجَلْ
وَضَعَ الدَّهْرُ عَلَيْهِمْ بَرْكَهُ
فَأَبِيدُوا لَمْ يُغَادِرْ غَيْرُ تَلّ
فَأَرَانِي طَرِباً فِي إِثْرِهِمْ
طَرَبَ الْوَالِهِ أَوْ كَالْمُخْتَبَلْ[2]
أَنْشُدُ النَّاسَ وَ لَا أُنْشِدُهُمْ
إِنَّمَا يَنْشُدُ مَنْ كَانَ أَضَلَ[3]
لَيْتَ شِعْرِي إِذْ مَضَى مَا قَدْ مَضَى
وَ تَجَلَّى الْأَمْرُ لِلَّهِ الْأَجَلّ
مَا يُظَنَّنَّ بِنَاسٍ قَتَلُوا
أَهْلَ صِفِّينَ وَ أَصْحَابَ الْجَمَلِ
أَ يَنَامُونَ إِذَا مَا ظَلَمُوا
أَمْ يَبِيتُونَ بِخَوْفٍ وَ وَجَلْ.
وَ قَالَ طُلْبَةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَاصِمِ الْمِنْقَرِيُّ-
[1] انظر للكلام على نسبة هذا البيت و روايته الحيوان( 5: 28).
[2] الطرب، هاهنا: الحزن. و الواله: كل أنثى فارقت ولدها. و في الأصل:
« الوالد» تحريف.
[3] أنشد: أطلب. و لا أنشدهم: لا أدل عليهم. و في الأصل:« من قال أضل» و صوابه من اللسان( 4: 433).