وَ لَا تَأْمُرَنَّا بِالَّتِي لَا نُرِيدُهَا
وَ لَا تَجْعَلَنَّا لِلْهَوَى مَوْضِعَ الذَّنَبْ
وَ لَا تُغْضِبَنَّا وَ الْحَوَادِثُ جَمَّةٌ
عَلَيْكَ فَيَفْشُوا الْيَوْمَ فِي يَحْصُبَ الْغَضَبْ
فَإِنَّ لَنَا حَقّاً عَظِيماً وَ طَاعَةً
وَ حُبّاً دَخِيلًا فِي الْمُشَاشَةِ وَ الْعَصَبْ[1]
فَقَالَ لَهُمْ مُعَاوِيَةُ وَ اللَّهِ لَا أُوَلِّي عَلَيْكُمْ بَعْدَ مَوْقِفِي هَذَا[2] إِلَّا رَجُلًا مِنْكُمْ.
[تحريض علي ع و معاوية لأصحابهما]
قَالَ نَصْرٌ: وَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ:: إِنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا أَسْرَعَ أَهْلُ الْعِرَاقِ فِي أَهْلِ الشَّامِ قَالَ: هَذَا يَوْمُ تَمْحِيصٍ وَ إِنَّ لِهَذَا الْيَوْمِ مَا بَعْدَهُ إِنَّ الْقَوْمَ قَدْ أَسْرَعَ فِيهِمْ كَمَا أَسْرَعَ فِيكُمْ فَاصْبِرُوا وَ كُونُوا كِرَاماً[3].
قَالَ: وَ حَرَّضَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَصْحَابَهُ فَقَامَ إِلَيْهِ الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدِّمْنِي فِي الْبَقِيَّةِ مِنَ النَّاسِ فَإِنَّكَ لَا تَفْقِدُ لِي الْيَوْمَ صَبْراً وَ لَا نَصْراً أَمَّا أَهْلُ الشَّامِ فَقَدْ أَصَبْنَا مِنْهُمْ وَ أَمَّا نَحْنُ فَفِينَا بَعْضُ الْبَقِيَّةِ ائْذَنْ لِي فَأَتَقَّدَمَ فَقَالَ عَلِيٌّ: «تَقَدَّمْ بِاسْمِ اللَّهِ وَ الْبَرَكَةِ» فَتَقَدَّمَ وَ أَخَذَ رَايَتَهُ فَمَضَى وَ هُوَ يَقُولُ:-
حَتَّى مَتَى تَرْجُو الْبَقَا يَا أَصْبَغُ
إِنَّ الرَّجَاءَ بِالْقُنُوطِ يَدْمَغُ
أَ مَا تَرَى أَحْدَاثَ دَهْرٍ تَنْبُغُ
فَادْبُغْ هَوَاكَ وَ الْأَدِيمُ يُدْبَغُ
[1] المشاشة: واحدة المشاش، و هي رءوس العظام. ح: «فى المشاش و في العصب».
[2] ح: «بعد هذا اليوم».
[3] ح: «و موتوا كراما».