[ارسال باهلة إلى الديلم]
نَصْرٌ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ لَيْثِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ:: دَعَا عَلِيٌّ بَاهِلَةَ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ بَاهِلَةَ أُشْهِدُ اللَّهَ أَنَّكُمْ تُبْغِضُونِّي وَ أُبْغِضُكُمْ فَخُذُوا عَطَاءَكُمْ وَ اخْرُجُوا إِلَى الدَّيْلَمِ» وَ كَانُوا قَدْ كَرِهُوا أَنْ يَخْرُجُوا مَعَهُ إِلَى صِفِّينَ.
[قدوم اهل البصرة على علي ع و مكاتبة محمد بن أبي بكر مع معاوية]
نَصْرٌ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْأَحْمَرِ أَنَّ عَلِيّاً لَمْ يَبْرَحِ النُّخَيْلَةَ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ بِأَهْلِ الْبَصْرَةِ وَ كَانَ كَتَبَ عَلِيٌّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَ إِلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ «أَمَّا بَعْدُ فَأَشْخِصْ إِلَيَّ مَنْ قِبَلَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ ذَكِّرْهُمْ بَلَائِي عِنْدَهُمْ وَ عَفْوِي عَنْهُمْ وَ اسْتِبْقَائِي لَهُمْ وَ رَغِّبْهُمْ فِي الْجِهَادِ وَ أَعْلِمْهُمُ الَّذِي لَهُمْ فِي ذَلِكَ مِنَ الْفَضْلِ».
فَقَامَ فِيهِمْ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ كِتَابَ عَلِيٍّ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ اسْتَعِدُّوا لِلْمَسِيرِ إِلَى إِمَامِكُمْ وَ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ خِفافاً وَ ثِقالًا وَ جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ تُقَاتِلُونَ الْمُحِلِّينَ الْقَاسِطِينَ الَّذِينَ لَا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَ لَا يَعْرِفُونَ حُكْمَ الْكِتَابِ- وَ لا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ ص الْآمِرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهِي عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الصَّادِعِ بِالْحَقِّ وَ الْقَيِّمِ بِالْهُدَى وَ الْحَاكِمِ بِحُكْمِ الْكِتَابِ الَّذِي لَا يَرْتَشِي فِي الْحُكْمِ وَ لَا يُدَاهِنُ الْفُجَّارَ وَ لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ.
فَقَامَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ: نَعَمْ وَ اللَّهِ لَنُجِيبَنَّكَ وَ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكَ عَلَى الْعُسْرِ وَ الْيُسْرِ وَ الرِّضَا وَ الْكُرْهِ نَحْتَسِبُ فِي ذَلِكَ الْخَيْرَ وَ نَأْمُلُ مِنَ اللَّهِ الْعَظِيمَ مِنَ الْأَجْرِ[1].
[1] ح:« نحتسب في ذلك الأجر، و نأمل به من اللّه العظيم حسن الثواب».