و كانت هناك قرية يقال لها: كثكث، كان أهلها قد اعترضوا لزيد بن حارثة فأصابوا من أطرافه، فهم اليوم اعترضوا لأسامة في رجوعه، فناهضهم و حرّق عليهم و أسر منهم أسيرين و ساق من أنعامهم و هربوا، فحمل معه الأسيرين، و طوى البلاد حتى انتهى إلى وادي القرى في تسع ليال.
و من وادي القراى بعث بشيره بسلامة المسلمين و أنهم قد أغاروا على العدوّ فأصابوهم.
ثم اقتصد في السير من وادي القرى إلى المدينة فسار البقية في ستة أيام، فكان مجموع عودته خمسة عشر يوما و مجموع سفرته خمسة و ثلاثين يوما [1] .
و في «إعلام الورى» و لعله عن أبان أيضا قال: فما كان بين خروج أسامة و رجوعه إلى المدينة إلاّ نحو من أربعين يوما [2] .
و لما قدم المدينة خرج إليه أهلها رجالا و نساء سرورا بسلامتهم، و أمامه بريدة بن الحصيب الأسلمي يحمل لواءه حتى انتهى به إلى المسجد فدخله و صلّى ركعتين ثم انصرف [3] .
و عرف أن أبا بكر قد عزله، فقام على باب المسجد ثم صاح: يا معشر المسلمين!عجبا لرجل استعملني عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فتأمّر عليّ و عزلني [4] .