فقالت صلوات اللّه عليها: إليك عني فما جعل اللّه لأحد بعد غدير خم من حجة و لا عذر.
و لم ير ذلك اليوم أكثر باك و لا باكية و ارتجت المدينة و هاج الناس و ارتفعت الأصوات.
فقال أبو بكر لعمر: تربت يداك ما كان عليك لو تركتني فربما فات الخرق أ لم يكن ذلك بنا أحق؟
فقال عمر: قد كان في ذلك تضعيف سلطانك و توهين كافتك و ما أشفقت إلاّ عليك.
فقال له: ويلك كيف بابنة محمد و قد علم الناس ما تدعو إليه و ما نحن من الغدر عليه؟
قال عمر: هل هي إلاّ غمرة انجلت و ساعة انقضت و كأن ما قد كان لم يكن أقم الصلاة و آت الزكاة و أمر بالمعروف و وفّر الفيء، إن الحسنات يذهبن السيئات، يمحو اللّه ما يشاء، ذنب واحد في حسنات كثيرة، قلدني ما يكون من ذلك.
فضرب أبو بكر بيده على كتف عمر و قال: رب كربة فرجتها. غ
تعريض أبي بكر بعلي عليه السّلام:
ثم إن أبا بكر نادى الصلاة جامعة فاجتمع الناس و صعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أيها الناس ما هذه الرعة إلى كل قالة؟!لئن كانت هذه الأماني على عهد رسول اللّه فمن سمع فليقل و من شهد فليتكلم، إنما ثعالة شهيده ذنبه، مرب (مقيم) لكل فتنة هو الذي يقول: كرّوها جذعة بعد ما هرمت يستعينون بالضعفة و يستنصرون بالنساء كأم طحال أحب أهلها إليها البغي!ألا إني لو أشاء أن أقول لقلت، و لو قلت لبحت، إني ساكت ما تركت!و قد بلغني يا معشر الأنصار