قد كان بعدك أنباء و هنبثة # لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها # و اجتثّ أهلك مذ غيّبت و اغتصبوا
أبدت رجال لنا فحوى صدورهم # لما نأيت و حالت بيننا الكثب
تهجّمتنا رجال و استخفّ بنا # دهر فقد أدركوا منا الذي طلبوا
قد كنت للخلق نورا يستضاء به # عليك تنزل من ذي العزّة الكتب
و كان جبريل بالآيات يؤنسنا # فغاب عنا فكل الخير محتجب
(فكثر البكاء من الحاضرين) . غ
جواب أبي بكر لها:
فقال أبو بكر: صدقت يا بنت رسول اللّه لقد كان أبوك بالمؤمنين رءوفا رحيما و على الكافرين عذابا أليما، و كان و اللّه إذا نسبناه وجدناه أباك دون النساء، و أخا ابن عمّك دون الرجال، آثره على كل حميم و ساعده على الأمر العظيم، و انتم عترة نبي اللّه الطيبون، و خيرته المنتجبون، على طريق الجنة أدلتنا، و أبواب الخير لسالكينا، فأما ما سألت فلك ما جعله أبوك، و أنا مصدّق قولك، لا أظلم حقّك، و أما ما ذكرت من الميراث فإن رسول اللّه قال: نحن معاشر الأنبياء لا نورث. غ
ردها على أبي بكر:
فقالت صلوات اللّه عليها: يا سبحان اللّه ما كان رسول اللّه لكتاب اللّه مخالفا و لا عن حكمه صادفا فلقد كان يلتقط أثره، و يقتفي سيره أ فتجمعون إلى الظلامة الشنعاء، و الغلبة الدهياء، اعتلالا بالكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و إضافة الحيف إليه، و لا عجب أن كان ذلك منكم، و في حياته ما بغيتم له الغوائل، و ترقّبتم به الدوائر، هذا كتاب اللّه حكم عدل، و قائل فصل، عن بعض أنبيائه