فقال: حاش للّه يا أمير المؤمنين لست من اولئك!قال: فعل اللّه ذلك (أي جعلك من غيرهم) .
و دخل عليه الصحابي سليمان بن صرد الخزاعي فقال له الإمام: لقد كنت فيما أظن في نفسي من أوثق الناس و أسرعهم إلى نصرتي، فما قعد بك عن أهل بيت نبيّك و ما زهّدك في نصرهم؟!
فقال: يا أمير المؤمنين؛ لا تردنّ الأمور على أعقابها، و لا تؤنّبني بما منها مضى، و استبق مودّتي تخلص لك نصيحتي، و قد بقيت امور تعرف فيما وليّك من عدوّك!فسكت عنه.
فجلس سليمان قليلا ثم نهض فخرج إلى المسجد و فيه الحسن بن علي عليه السّلام فجلس إليه و قال له: أ لا اعجّبك من أمير المؤمنين و ما لقيت منه من التوبيخ و التبكيت؟!
فقال له الحسن: إنما يعاتب من ترجى مودّته و نصيحته.
فقال سليمان: إنه قد بقيت امور سيستوسق فيها القنا، و تنتضى فيها السيوف، و يحتاج فيها إلى أشباهي!فلا تستغشّوا عتبي و لا تتّهموا نصيحتي.
فقال له الحسن: رحمك اللّه، ما أنت عندنا بالظنين [1] . غ
خطبته في أول جمعة بها:
و لما كانت الجمعة و حضرت الصلاة خطبهم فقال: «الحمد للّه، أحمده و استعينه و استهديه، و أعوذ باللّه من الضلالة، من يهد اللّه فلا مضلّ له، و من يضلل فلا هادي له.