responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة التاريخ الاسلامي المؤلف : اليوسفي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 4  صفحة : 655

و صلّى و خطب و أثنى و عتب:

و قدم علي عليه السّلام إلى الكوفة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من رجب، و قد أعزّ اللّه نصره و أظهره على عدوّه، و معه أشراف الناس و أهل البصرة، و استقبله أهل الكوفة و فيهم قرّاؤهم و أشرافهم، حتى نزل في رحبة المسجد الجامع، و أقبل حتى دخل المسجد الأعظم فصلّى فيه ركعتين.

ثم صعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على رسوله و قال: «الحمد للّه الذي نصر وليّه و خذل عدوّه، و أعزّ الصادق المحق و أذلّ الناكث المبطل.

أما بعد-يا أهل الكوفة-فإنّ لكم في الإسلام فضلا ما لم تبدّلوا و تغيّروا، بدأتم بالمنكر فغيّرتم و دعوتكم إلى الحق فأجبتم، إلاّ أن فضلكم فيما بينكم و بين اللّه [لا]في القسم و الأحكام، فأنتم اسوة من أجابكم و دخل فيما دخلتم فيه.

ألا و إن أخوف ما أخاف عليكم (اثنتان) : إتباع الهوى و طول الأمل، فأما اتّباع الهوى فيصدّ عن الحق، و أما طول الأمل فينسي الآخرة.

ألا و إن الدنيا قد ترحّلت مدبرة، و الآخرة قد ترحّلت مقبلة، و لكل منها بنون، فكونوا من أبناء الآخرة (و لا تكونوا من أبناء الدنيا) فاليوم عمل و لا حساب، و غدا حساب و لا عمل‌ [1] . و عليكم بتقوى اللّه و طاعة من أطاع اللّه من أهل بيت نبيّكم، الذين هم أولى بطاعتكم-فيما أطاعوا اللّه فيه-من المنتحلين المدّعين القالين لنا، يتفضّلون بفضلنا، و يجاحدونا أمرنا، و ينازعونا حقّنا و يدافعونا عنه، و قد ذاقوا وبال ما اجترحوا فسوف يلقون غيّا.

ألا إنه قد قعد عن نصرتي رجال منكم فأنا عليهم عاتب زار، فاهجروهم و أسمعوهم ما يكرهون حتى يعتبوا [2] ليعرف بذلك حزب اللّه عند الفرقة» .


[1] إلى هنا في نهج البلاغة خ 42، و مصادرها في المعجم المفهرس: 138.

[2] أعتب أي قطع ما يعتب عليه.

اسم الکتاب : موسوعة التاريخ الاسلامي المؤلف : اليوسفي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 4  صفحة : 655
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست