فشدّ عليه رجل من أصحاب علي عليه السّلام و هو يقول:
وليّكم عجل بني أمية # و أمّكم خاسرة شقية
ثم ضربه ففلق هامته و خرّ صريعا. فبرز بدله عمرو بن يثربي و نادى: هل من مبارز؟فبرز إليه علباء بن الهيثم، فقتل عمرو علباء رحمه اللّه. فبرز بدله هند المرادي و برز ابن الزبير مساعدا لابن يثربي فقتلا هند المرادي فبرز بدله زيد بن صوحان العبدي، و خرج مساعد آخر لابن يثربي من أصحاب الجمل فقتل زيد الرجل، و بدر إليه ابن اليثربي فقتل ابن صوحان رحمه اللّه، فبرز إليه الأشتر فضربه فصرعه، فأقامه أصحابه فتراجعت إليه نفسه، فأخذ يصرخ: دلّوني على علي!فبرز إليه عمّار فضربه ضربة صرعه بها و أهلكه، فاحتمله أهله.
فلما رأى أمير المؤمنين صبرهم و جرأتهم، أمر ميمنته أن يميلوا على ميسرة القوم، و نادى أصحاب ميسرته أن يميلوا على ميمنتهم، و وقف هو عليه السّلام في القلب [1] . غ
اليوم الثاني من أيام الجمل:
روى المفيد عن ابن الحنفية قال: عجّل أصحاب الجمل فزحفوا علينا، فصاح بي أبي: امض، فمضيت بين يديه أخطوا بالراية خطوا، و تقدّم المسارعون من أصحابنا، فلاذ أصحاب الجمل بالجمل و نشب القتال و اختلفت السيوف، و أبي بين كتفيّ يقول لي: تقدّم يا بنيّ!فقلت: ما أجد متقدّما إلاّ على الأسنّة!فغضب أبي و قال: أقول لك: تقدم فتقول: على الأسنّة!ثق يا بنيّ و تقدّم بين يديّ على الأسنّة! ثم تناول الراية منّي و تقدّم يهرول بها!فأخذتني حدّة فلحقته و قلت له: أعطني الراية [2] و عالجته على أن يردّها إليّ، فأبى عليّ طويلا [3] .