فقال: فالزم رايتك، فإذا اختلطت الصفوف قف في مكانك بين أصحابك، فإن أنت لم تر أصحابك فإنهم سيرونك [1] و كان علما عظيما أسود [2] يملأ الرمح [3] .
و نقل المفيد عن الواقدي بسنده عن ابن الحنفية قال: لما دفع أبي علي عليه السّلام إليّ اللواء قال: لا تحدثنّ شيئا حتى يحدث فيكم.
ثم نام (القيلولة في فسطاط صغير) فنالنا نبل القوم، فأفزعته، ففزع و هو يمسح عينيه من النوم، و أصحاب الجمل يصيحون: يا لثارات عثمان!فبرز و ليس عليه إلاّ قميص واحد، فتقدمت إليه و قلت له: يا أبة!أ في مثل هذا اليوم بقميص واحد!فقال عليه السّلام: أحرز امرأ أجله، و اللّه قاتلت مع النبي صلّى اللّه عليه و آله و أنا حاسر أكثر مما قاتلت و أنا دارع!
قال ابن قتيبة: خرج علي عليه السّلام على بغلة رسول اللّه الشهباء بين الصفّين حاسرا، ثم نادى: أين الزبير!فخرج الزبير إليه حتى إذا كانا بين الصفّين.. قال له علي عليه السّلام: يا أبا عبد اللّه؛ ما جاء بك هاهنا ؟قال: جئت أطلب دم عثمان!فقال علي عليه السّلام: قتل اللّه من قتل عثمان!أنشدك اللّه-يا زبير-هل تعلم أنك مررت بي
[2] الجمل للمفيد: 375 عن الواقدي، و قد مرّ الخبر في الهامش عن أبي مخنف: أنها كانت راية النبيّ: العقاب، و هي كانت سوداء و لذلك سميّت عقابا، فلا يصح ما في الجمل للمفيد: