لأن الناس كانوا قد سمعوا قوله!فاستعرضتهم فو اللّه ما وجدتهم يزيدون رجلا و لا ينقصون رجلا!فقلت: اللّه أكبر!صدق اللّه و رسوله [1] !غ
خبر كليب الجرمي:
و قبيل قدومهم، قدم عليه ناس من البصرة و حواليها، منهم كليب الجرمي القضاعي الحميري [2] قال: قال لي شيخان من حيّنا: اذهب بنا إلى هذا الرجل (علي عليه السّلام) فننظر ما يدعو إليه. فذهبت بهم إليه، فقال لي: من سيّد بني راسب؟ فقلت: فلان. فقال: فمن سيّد بني قدامة؟قلت: فلان. فقال: أ أنت مبلّغهما كتابين منّي؟قلت: نعم.
ثم التفت إلى محمد بن حاطب و هو في ناحية فقال له: إذا انطلقت إلى قومك فأبلغهم قولي و كتبي. فقام إليه محمد حتى جلس أمامه و قال له: إن قومي إذا ذهبت إليهم يسألونني ما يقول صاحبك في عثمان؟فبادر الذين حوله فسبّوه!فرأيت عليا قد كره ذلك حتى رشح جبينه و قال لهم: أيها القوم كفّوا!ما إيّاكم يسأل! ثم أجابه بجواب.
و قال لنا: أ فلا تبايعوني؟فقال الشيخان معي: نعم و قاما إليه فبايعاه، و توقفت عن بيعته، فالتفت إليّ رجال عنده قد أكل السجود جباههم يقولون لي:
بايع بايع!
[1] شرح النهج للمعتزلي 2: 187 ثم روى عنه أيضا: أن حذيفة بن اليمان لما بلغه (في المدائن) أن عليا عليه السّلام أرسل من ذي قار الحسن و عمارا ليستنفرا أهل الكوفة، أخبر أصحابه به و أمرهم أن يلحقوا به و ينصروه، فنفروا إليه، و مكث حذيفة اسبوعين ثم توفى رحمه اللّه تعالى. و لعلّه كان في أواخر شهر رجب.