إلى حوائط فدك [1] ثمّ قال لعلي عليه السّلام: يا علي، قم إليه فخذه، فبعث به إلى فدك، فصالحهم على أن يحقن دماءهم [2] .
في حين نقل الواقدي: أن رسول اللّه بعد خيبر لما دنا من فدك بعث محيّصة بن مسعود إلى أهل فدك يدعوهم إلى الإسلام و يخوّفهم أن يحلّ بساحتهم. ثمّ نقل عن محيّصة: أنه لما أراد أن يرجع عنهم قدم معه رجل من رؤسائهم يقال له: نون بن يوشع، في نفر من اليهود [3] و قبله. أشار ابن اسحاق إلى خبر محيّصة و قال: قدمت رسلهم على رسول اللّه و هو ما زال في خيبر، أو في الطريق، أو بعد ما قدم المدينة، يسألونه أن يصالحهم على النصف [4] .
و قال الواقدي: فصالحوا رسول اللّه على أن يحقن دماءهم.. و أنّ لهم نصف الأرض بتربتها و لرسول اللّه نصفها. فقبل رسول اللّه ذلك و أقرّهم عليه [5] .
و قال ابن اسحاق: فكانت فدك خالصة لرسول اللّه؛ لأنه لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب [6] .
و في خبر الباقر عليه السّلام: فكانت حوائط فدك لرسول اللّه خاصا خالصا، فنزل جبرئيل عليه السّلام فقال: إنّ اللّه عزّ و جل يأمرك أن تؤتي ذا القربى حقه. فقال:
يا جبرئيل، و من قرباي و ما حقها؟قال: فاطمة، فأعطها حوائط فدك..
[1] تبعد عن المدينة إلى خيبر اليوم بمائة و أربعين كم، و في معجم البلدان: يومان 6: 342.