فلما أبلغوه الكتاب و قرأه قال: اللهم إني تائب!ثم كتب إلى حذيفة و أبي موسى: «إنكما لأهل الكوفة رضا و لنا ثقة، فتوليا أمرهم و قوما به بالحق، غفر اللّه لنا و لكما» [1] .
قال خليفة: و كان ذلك سنة (34 هـ) و سمّي يوم ردّ سعيد بيوم الجرعة [2] . غ
و تفاقم الأمر على عثمان:
قال المسعودي: و في سنة (35 هـ) كثر الطعن على عثمان و ظهر النكير عليه، لأشياء من فعله (و ولاته) فمن ذلك: أفعال الوليد في الكوفة و مسجدها، و منها: ما كان بينه و بين ابن مسعود و غضب له بنو هذيل، و من ذلك: ما فعله بأبي ذر، و من ذلك: ما نال عمار بن ياسر من الفتق و الضرب و غضب بني مخزوم له [3] و قال اليعقوبي: و كان ذلك بعد (6) سنين من ولايته إذ نقم الناس عليه و تكلم فيه من تكلم فقالوا:
إنه أهدر دم الهرمزان و لم يقتل به عبيد اللّه بن عمر، و آوى إليه الحكم بن أبي العاص و عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح طريدي رسول اللّه، و آثر الأقرباء، و حمى الحمى، و بني الدار، و اتخذ الضياع و الأموال من أموال المسلمين، و ولّى الوليد بن عقبة على الكوفة فأحدث في الصلاة (سكرا و شعرا) فلم يمنعه ذلك من إيوائه إليه، و نفى أبا ذر صاحب رسول اللّه، و سيّر عبد الرحمن بن حنبل صاحب رسول اللّه أيضا إلى قلعة القموص من خيبر و ذلك لأنه بلغه ذكره (في شعره) هجاءه و مساوئ ابنه و خاله [4] .