أجل بايعه هؤلاء الناس هكذا طائعين و مكرهين و شغلوا بذلك عن أمر رسول اللّه حتى أمسوا ليلة الثلاثاء، و في «الموفقيات» : فلما كان آخر النهار (يوم الاثنين) افترقوا إلى منازلهم [2] و لم يذكر من الصلاة شيء!غ
خطبة أبي ذر في المسجد:
روى فرات الكوفي في تفسيره بسنده عن أبي رجاء عمران بن ملحان العطاردي البصري (م 117 هـ) قال: لما بايع الناس لأبي بكر، دخل أبو ذر المسجد فقام و قال: أيها الناس إِنَّ اَللََّهَ اِصْطَفىََ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْرََاهِيمَ وَ آلَ عِمْرََانَ عَلَى اَلْعََالَمِينَ*`ذُرِّيَّةً بَعْضُهََا مِنْ بَعْضٍ وَ اَللََّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[3] و أهل بيت نبيكم هم من آل إبراهيم، و الصفوة من سلالة إسماعيل، و العترة الهادية من محمد صلّى اللّه عليه و آله، فبمحمّد شرّف شريفهم، و استوجبوا حقهم، و نالوا الفضيلة من ربّهم، هم فينا كالسماء المبنيّة، و الأرض المدحيّة، و الجبال المنصوبة، و الكعبة المستورة، و الشمس الضاحية، و النجوم الهادية، و الشجرة النبوية، أضاء زيتها و بورك ما حولها.
[1] الطبري 3: 222، و رواه المعتزلي عن الموفّقيات. و سيأتي عن الشافي ما يفيد أن كثيرا من أسلم دون هؤلاء أبوا أن يبايعوا حتى يبايع بريدة الأسلمي، و هو لم يبايع حتى بايع علي عليه السّلام.