خير العمل، و يقول: اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة [1] و رووا عن المؤذّن الأخير للنبيّ: أبي محذورة أوس بن معمّر الجمحي: أن النبيّ قال له: اجعل في آخر أذانك:
فكان الأذان بحيّ على خير العمل على عهد رسول اللّه و أيام أبي بكر و صدر أيام عمر، ثم أمر عمر بقطعه و حذفه من الأذان و الإقامة، فقيل له في ذلك فقال: إذا سمع عوام الناس أن الصلاة خير العمل تهاونوا بالجهاد و تخلّفوا عنه [3] و هكذا أجاب ابن عباس عكرمة لما قال له: أخبرني لأيّ شيء حذف من الأذان حيّ على خير العمل؟!فقال: أراد عمر أن لا يتّكل الناس على الصلاة و يدعوا الجهاد، فلذلك حذفها من الأذان و هكذا أجاب الكاظم عليه السّلام محمد بن أبي عمير لما سأله عنها:
لم تركت من الأذان؟!فقال: لئلاّ يدع الناس الجهاد اتّكالا على الصلاة [4] .
و لم يؤرّخوا لذلك؛ و لعله كان بعد موت بلال في سنة (20) و بعد تحريمه حجّ التمتع و نكاح المتعة فقرنه بهما في خطبته و قال: أيها الناس؛ ثلاث كنّ على عهد رسول اللّه و أنا أنهى عنهنّ و أحرّمهنّ و أعاقب عليهن: متعة النساء و متعة الحج و حيّ على خير العمل [5] .
[2] ميزان الاعتدال 1: 139، و عنه في قاموس الرجال 11: 491 برقم 814 و قد يستظهر من هذين الخبرين أن هذا الفصل مما أضافه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أخيرا و ليس أولا، و لعله لذلك لم يذكر في خبر الصدوق في أول ج 2 من علل الشرائع بطريقين عن عمر بن أذينة عن الصادق عليه السّلام في معراج رسول اللّه و تعليمه الأذان!و لم يعقّبه الصدوق بشيء!فلعل ذلك مهّد لحذفه.
[3] دعائم الإسلام 1: 144، و عنه في بحار الأنوار 84: 156.