و أما عن الصادق عليه السّلام فهو ما رواه عبد اللّه بن سنان عنه عليه السّلام قال: و حملها علي على أتان عليه كساء له خمل، فدار بها أربعين صباحا (كذا منفردا بها) على بيوت المهاجرين و الأنصار (كذا أيضا) و هي تقول لهم: يا معشر الأنصار، انصروا اللّه فاني ابنة نبيكم، و قد بايعتم رسول اللّه يوم بايعتموه: أن تمنعوه و ذريّته مما تمنعون منه أنفسكم و ذراريكم، ففوا لرسول اللّه ببيعتكم. فما أعانها أحد و لا أجابها و لا نصرها [1] . غ
معاذ بن جبل:
و اختصّ خبر «الاختصاص» عن الصادق عليه السّلام ببيان موقف معاذ بن جبل الخزرجي رسول رسول اللّه إلى اليمن من قبل حجة الوداع حتى بعد وفاته صلّى اللّه عليه و آله فهو لم يحضر وفاته و لا البيعتين الخاصة في السقيفة و العامّة بعدها، و لعله حضر اليوم و قبل أن يبايع-قال عليه السّلام-انتهت فاطمة إلى معاذ بن جبل فقالت له:
يا معاذ بن جبل؛ إني قد جئتك مستنصرة، و قد بايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله على أن تنصره و ذريّته و تمنعه مما تمنع منه نفسك و ذريّتك، و إن أبا بكر قد غصبني على فدك فأخرج وكيلي منها. قال معاذ: فمعي غيري؟
قالت: لا، ما أجابني أحد (يبدو أنه كان آخر أو من آخر من استنصرته) .
قال: فأين أبلغ أنا من نصرتك؟!
فخرجت فاطمة من عنده و هي تقول: و اللّه لا اكلّمك كلمة حتى اجتمع أنا و أنت عند رسول اللّه!ثم انصرفت.
و دخل ابنه (فرآها) فقال لأبيه معاذ: ما جاء بابنة محمد إليك؟