اسم الکتاب : تاريخ مدينة دمشق المؤلف : ابن عساكر الجزء : 25 صفحة : 211
ويقال إن أبا الأسود مات قبل الطاعون ، وهو أشبههما لأنا لم نسمع له في فتنة مصعب وابن المختار خبرا [١].
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال : قال يحيى بن معين : مات أبو الأسود سنة تسع وستين ، وهو ابن خمس وثمانين سنة.
قصد دمشق غير مرة ، ثم غلب عليها ، وبها صالح ابن عمير العقيلي [٤] أمير أوّل مرة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ، ومرة أخرى سنة ثمان وخمسين ، ثم ولّى ظالما الحسن بن أحمد القرمطي [٥] يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة ستين وثلاثمائة ، ورحل عن دمشق ، واستخلف عليها أخاه منصور بن مرهوب [٦] ، ثم رجع ظالم [٧] إلى دمشق لمّا سار الحسن القرمطي إلى الأحساء في شهر ربيع الأول سنة إحدى وستين وثلاثمائة ، فأقام بها إلى يوم الأحد لأربع خلون من شهر رمضان من هذه السّنة ، ثم توجّه للقاء القرمطي بعد عوده من الأحساء ، فقبض عليه ، ثم خلص من القبض وهرب إلى شط الفرات إلى حصن كان له ، ثم رجع إلى الشام بمكاتبة من المصريين ليشوشوا به على القرمطي من خلفه ، فلما بلغ بعلبك بلغة هزيمة القرمطي فتوجّه إلى دمشق فغلب عليها في شهر رمضان سنة ثلاث وستين ، وأقام بها دعوة المصريين ، ثم رحل عنها ليلة الثلاثاء التاسع عشر من ذي القعدة سنة ثلاث وستين ، بعد وصول أبي محمود المغربي الكتّاني إلى دمشق واليا على الشام من قبل الملقب بالمعزّ ووقوع الشر بينه وبين ظالم ، وكذلك يولي الله بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون ، ومضى ظالم إلى بعلبك فغلب عليها.
قال : أنا أبو الحسن الفرضي دفع إليّ بجير الكتامي ورقة فيها مكتوب : أن ظالما ولي دمشق سنة ستين وثلاثمائة.
[١] وصحيح الذهبي أنه مات سنة ٦٩ (سير الأعلام ٤ / ٨٦).
[٢] كذا بالأصل : «مرهوب» وفي مصادر ترجمته : «موهوب» بالواو بدل الراء.
[٣] ترجمته في أمراء دمشق للصفدي ص ٦٨ وتحفة ذوي الألباب للصفدي ١ / ٣٧٤.
[٤] ترجمته في تحفة ذوي الألباب ١ / ٣٦٤ والوافي بالوفيات ١٦ / ٢٦٨.